إسطنبول (رويترز) - قالت تركيا وأوكرانيا إن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل نظيره فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول يوم الجمعة لإجراء محادثات بشأن مسار الحرب الأوكرانية الروسية واتفاقية حبوب البحر الأسود الملغاة وزيادة التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وقالت الرئاسة التركية إن الاجتماع بدأ في الساعة 1615 بتوقيت جرينتش بعد أن زار زيلينسكي حوضا لبناء السفن بالقرب من إسطنبول لتفقد سير العمل على سفينتين حربيتين يجري تصنيعهما للبحرية الأوكرانية.
ودعمت تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، وحدة الأراضي الأوكرانية لكنها تحافظ أيضا على علاقات ودية مع روسيا وتتحدث بانتظام مع طرفي الصراع، وخاصة باعتبارها راعية لاتفاق البحر الأسود الذي رفع الحصار الروسي عن صادرات الحبوب الأوكرانية.
وتأتي زيارة زيلينسكي لإسطنبول أيضا قبل زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قال الكرملين إنها ستكون بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها منتصف هذا الشهر.
وقال مكتب زيلينسكي إن جدول الأعمال يتضمن صيغة سلام تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا، وإقامة تعاون ثنائي في مجال صناعة الدفاع، والإفراج عن أسرى الحرب الأوكرانيين الذين تحتجزهم موسكو.
وفي بداية الاجتماع، قال زيلينسكي على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن أنقرة وكييف يجب أن تعملا معا لتحقيق الأمن الغذائي والأمن الملاحي في البحر الأسود، مضيفا أن أوكرانيا تريد أيضا تعزيز العلاقات الدفاعية مع تركيا وتحتاج إلى مساعدتها في تأمين إطلاق سراح السجناء.
وتابع "نحن مهتمون بتعزيز التعاون الثنائي والإنتاج المشترك مع شركات الدفاع التركية".
وأفاد مصدر دبلوماسي تركي بأن من المتوقع أن تؤكد تركيا دعمها القوي والمستمر لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إسطنبول يوم الجمعة.
وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بعد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، إن الوقت قد حان لكي تبدأ أوكرانيا وروسيا في إجراء محادثات لوقف إطلاق النار، وأضاف أن هذا لا يعني الاعتراف بالاحتلال الروسي.
وردا على سؤال عن قدرة أوكرانيا علي مواصلة القتال إذا تراجع الدعم الغربي، قال نائب وزير الخارجية الأوكراني ميكولا توتشيتسكي إن الانسحاب الروسي الكامل هو وحده الذي سينهي القتال، حتى لو لم تحصل أوكرانيا على "دعم بنسبة مئة بالمئة" من شركائها الغربيين.
وأضاف "سنواصل القتال لأنه، وقد يكون الأمر مثيرا للشفقة لكنه الواقع.. في جميع الأحوال، ستقتل روسيا كل أوكراني لذا من الأفضل أن نموت في ساحة المعركة بدلا من الموت في سجن روسي".
* اتفاق الحبوب على جدول الأعمال
ذكر المصدر التركي أن من بين البنود المدرجة على جدول الأعمال تطورات إعداد ترتيب جديد حول سلامة السفن التجارية بين روسيا وأوكرانيا بعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب في البحر الأسود.
وفي يوليو تموز الماضي، انسحبت روسيا من الاتفاق الذي سمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، قائلة إنه يتم تجاهل مطالبها بوضع بنود أفضل فيما يتعلق بصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وقدمت تركيا، التي تتحكم في بوابة الدخول والخروج من البحر الأسود، دعما عسكريا لكييف، وفي الوقت ذاته عارضت العقوبات المفروضة على موسكو.
وفي إطار جهود أنقرة لتحقيق توازن في علاقاتها بين الدولتين، عرضت استضافة محادثات السلام مع الحفاظ على علاقاتها في مجال صناعة الدفاع مع أوكرانيا وتعزيز تعاونها في مجال الطاقة مع روسيا، ووقعت اتفاقا للمشاركة في إعادة إعمار (DFM:EMAA) أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
وذكرت رويترز الشهر الماضي أن التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على الشركات المالية التي تتعامل مع روسيا قد أدى إلى تجميد التجارة التركية الروسية، مما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات لكل من النفط المستورد والصادرات التركية.
(إعداد دنيا هشام وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)