من ميشيل كامباس
لارنكا (قبرص) (رويترز) - قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن تشغيل ممر بحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة المحاصر من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس أنه سيتم تشييد ميناء مؤقت في غزة لتسهيل تدفق مساعدات عن طريق البحر تأتي في البداية من قبرص.
وقالت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية في قبرص بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها "نحن الآن قريبون جدا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جدا لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم".
ومن المقرر أن يرسل المطبخ المركزي العالمي، وهو منظمة خيرية، شحنة من المواد الغذائية من قبرص يوم الجمعة، بدعم من الإمارات.
ولم يتضح على الفور حجم المساعدات المتوقعة والجوانب اللوجستية لتوزيعها في قطاع غزة، الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا بحريا منذ عام 2007 عندما سيطرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على القطاع.
وجاء في بيان مشترك وقعه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وعدد من الدول الأوروبية "توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون معقدا، وستواصل دولنا تقييم وتعديل جهودنا للتأكد من تقديم المساعدات بأكبر فعالية ممكنة".
وأضاف البيان "بوسع هذا الممر البحري، أن يكون، ويتعين أن يكون، جزءا من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، مع التأكيد على أنها تيسر عبور الطرق وتفتح معابر إضافية لتوصيل مساعدات أكبر لعدد أكبر من الناس".
وقبرص هي أقرب دول الاتحاد الأوروبي لغزة، إذ تبعد عنها نحو 370 كيلومترا. وقد مارست ضغوطا على مدى عدة أشهر لتدشين الممر، لكنها واجهت تحديات مثل الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ في القطاع وقضايا أمنية.
وقالت فون دير لاين "الممر البحري يمكن أن يُحدث فرقا حقيقيا... لكن بالتوازي معه، ستستمر جهودنا بالطبع لتقديم المساعدة للفلسطينيين عبر جميع الطرق الممكنة".
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع، على شفا المجاعة.
وذكرت فون دير لاين أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين يعملون معا على هذا المشروع، وخصت بالذكر خريستودوليدس ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لالتزامهما.
وقال خريستودوليدس "باعتبارها عضو الاتحاد الأوروبي الموجود في قلب المنطقة، تتحمل قبرص واجبا أخلاقيا بأن تبذل قصارى جهدها... والاستفادة من دورها وعلاقاتها الممتازة مع جميع دول المنطقة".
وبموجب هذا الترتيب، ستخضع المساعدات لفحوص أمنية في قبرص بواسطة فريق يضم مسؤولين إسرائيليين.
واختبرت قبرص آلية فحص على الجزيرة في يناير كانون الثاني، عندما تم إرسال مساعدات بريطانية وقبرصية من أجل غزة إلى مصر.
(إعداد رحاب علاء ودعاء محمد ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)