بيروت (رويترز) - قالت مصادر في لبنان إن طائرات حربية إسرائيلية وجهت ضربات في عمق لبنان لليوم الثاني على التوالي يوم الثلاثاء فأصابت منشأة تابعة لجماعة حزب الله في سهل البقاع.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن اثنين من أعضائها من سهل البقاع قتلا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة "قصفت مركزين للقيادة العسكرية لحزب الله" في منطقة بعلبك ردا على إطلاق الجماعة صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في وقت سابق يوم الثلاثاء.
ويمثل العنف تصعيدا للصراع بين حزب الله وإسرائيل والذي يأتي بالتزامن مع حرب غزة ويثير مخاوف من نشوب صراع شامل بين الخصمين اللذين يحوز كل منهما ترسانة كبيرة من الأسلحة.
وأعلن حزب الله في بيان أنه أطلق أكثر من 100 صاروخ كاتيوشا الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) على عدة مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على القصف الإسرائيلي لمنطقة سهل البقاع يوم الاثنين.
وقال مصدران أمنيان وبشير خضر محافظ بعلبك لرويترز إن مدنيا واحدا على الأقل قتل وأصيب آخرون بعد أن نفذت إسرائيل ضربات يوم الاثنين، وإن إحدى الضربات أصابت المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك، على بعد كيلومترين تقريبا من آثار رومانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ردا على إطلاق الصواريخ يوم الاثنين، قصفت طائراته المقاتلة مواقع في منطقة بعلبك استخدمها حزب الله لتخزين "أصول كبيرة تُستخدم لتعزيز ترسانة أسلحته".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن "مجمعا عسكريا في منطقة الخيام وبنية تحتية إرهابية في منطقة بنت جبيل تعرضا للقصف أيضا" في إشارة إلى بلدتين في جنوب لبنان.
وقال أحد المصادر اللبنانية إن عضو حزب الله قُتل وأصيب عدد آخر في غارة جوية على قرية النبي شيت في سهل البقاع.
* معقل لحزب الله
المنطقة التي استُهدفت هي معقل للجماعة الشيعية قرب الحدود اللبنانية السورية.
وأشعلت حرب غزة أسوأ أعمال قتالية بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب عام 2006. وتصاعدت أعمال العنف يوما بعد يوم، لكن الضربات التي شنها الجانبان زادت على نطاق واسع مع مرور الوقت واستهدفت نطاقا أوسع من المناطق.
وتم احتواء العنف إلى حد بعيد في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مع استثناءات ملحوظة بما في ذلك الغارة الجوية الإسرائيلية الأولى على سهل البقاع في 26 فبراير شباط، وغارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في الثاني من يناير كانون الثاني في بيروت أدت إلى مقتل أحد كبار قادة حماس.
وتمخضت الضربات الإسرائيلية منذ أكتوبر تشرين الأول عن مقتل أكثر من 200 من مقاتلي حزب الله ونحو 50 مدنيا في لبنان، بينما أودت الهجمات من لبنان على إسرائيل بحياة نحو 12 من الجنود الإسرائيليين وستة مدنيين. وفر عشرات آلاف الإسرائيليين واللبنانيين من قرى على جانبي الحدود.
(تغطية صحفية ليلى بسام من بيروت وجنى شقير من دبي وجيمس ماكنزي من القدس- إعداد مروة غريب ودنيا هشام وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)