من سامية نخول
دبي (رويترز) - عرضت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على وسيطين والولايات المتحدة تصورا لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين الذين يقضي 100 منهم أحكاما بالسجن المؤبد، وفقا للمقترح الذي اطلعت عليه رويترز.
وقالت حماس إن المرحلة الأولى من المقترح تشمل "الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم مئة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية"، وفقا للمقترح الذي يشمل أيضا إطلاق سراح "المجندات النساء".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن المقترح الجديد بشأن الهدنة الذي قدمته حماس للوسيطين لا يزال يستند إلى "مطالب غير واقعية".
وأضاف المكتب أن تحديثا بشأن الأمر سيطرح على حكومة الحرب ومجلس الوزراء الأمني الموسع يوم الجمعة.
وتحاول مصر وقطر تضييق هوة الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه وقف إطلاق النار في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تدفع ربع سكان قطاع غزة إلى آتون المجاعة.
ولم يرد المسؤولون القطريون بعد على طلب للتعليق.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة إن القاهرة تسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وزيادة دخول المساعدات والسماح للنازحين في جنوب ووسط القطاع بالانتقال إلى شماله.
وذكر السيسي في رسالة مسجلة خلال زيارة لأكاديمية الشرطة "احنا بنتكلم على إن احنا نصل لوقف لإطلاق النار، هدنة يعني، ونصل إلى أن احنا ندخل أكبر حجم من المساعدات".
كما حذر من مخاطر اجتياح إسرائيل لمدينة رفح على الحدود مع مصر.
* هجوم محتمل على رفح
قال مكتب نتنياهو في فبراير شباط بعد خمسة أشهر من الحرب إنه أمر الجيش بوضع خطة لإخلاء رفح وتدمير أربع كتائب تابعة لحماس يقول إنها منتشرة هناك.
وأثار الهجوم المحتمل على رفح -حيث يلجأ معظم النازحين- قلقا دوليا من العواقب الوخيمة التي ستترتب عليه.
وقالت حماس إن مفاوضات وقف إطلاق النار تعثرت خلال الأسابيع الماضية بسبب رفض نتنياهو لمطالبها، التي تشمل وقفا دائما لإطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وعودة النازحين في الجنوب إلى مناطق وسط وشمال القطاع، وزيادة المساعدات دون قيود.
وتلقت حماس في فبراير شباط مسودة مقترح من محادثات للهدنة جرت في باريس وتضمنت وقفا لمدة 40 يوما لجميع العمليات العسكرية وتبادل السجناء الفلسطينيين بالرهائن الإسرائيليين بمعدل 10 إلى واحد، وهي نسبة مماثلة لما ينص عليه مقترح وقف إطلاق النار الجديد.
* "الإفراج عن جميع المعتقلين"
رفضت إسرائيل في فبراير شباط مسودة مقترح من حماس بشأن الهدنة وقالت إن هدفها طويل الأمد هو عدم إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس. وتصر الحركة الفلسطينية على أن أي اتفاق لا بد أن ينهي الحرب.
وقالت حماس في أحدث مقترح لها إنه سيتم "الاتفاق على الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الدائم بعد انتهاء المرحلة الأولى، ويتم الاتفاق على الموعد النهائي للانسحاب من قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى".
وأضافت أنه سيتم "الإفراج عن جميع المعتقلين من الجانبين في المرحلة الثانية".
واندلعت الحرب بعدما شنت حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بشن هجوم جوي وبحري وبري على غزة أسفر عن مقتل أكثر من 31 ألف شخص وإصابة أكثر من 71500، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.
وامتد الصراع إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط المضطرب بالفعل. وكثيرا ما تبادلت جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران إطلاق النار مع إسرائيل على طول الحدود.
وشنت جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق هجمات على القوات الأمريكية في البلاد، وهاجمت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا في البحر الأحمر وحوله لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة.
وقالت حماس في وقت متأخر من يوم الخميس إنها قدمت للوسيطين مصر وقطر "تصورا شاملا.. لوقف العدوان على شعبنا في غزة وتقديم الإغاثة والمساعدات له، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع".
ومع دخول الحرب الآن شهرها السادس، حذرت الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة على شفا المجاعة، فيما يتزايد الضغط العالمي على إسرائيل للسماح بتوصيل المزيد من المساعدات للقطاع.
(إعداد رحاب علاء ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سها جادو)