من سارة مارش
العقبة (الأردن) (رويترز) - قال المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الأحد بعد محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله إن العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين قد يسقطون في اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح بقطاع غزة سيجعل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط "صعبا جدا".
وأضاف أن هذه إحدى الذرائع الرئيسية التي سيطرحها في محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق يوم الأحد خلال زيارته الخاطفة للمنطقة.
وتأتي المحادثات التي تم الترتيب لها على عجل بعد أن أقرت إسرائيل يوم الجمعة خطة لمهاجمة المدينة الواقعة على الحافة الجنوبية للقطاع الفلسطيني الممزق وحيث يعيش أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر.
وقال شولتس بعد محادثاته مع الملك عبد الله بمدينة العقبة الأردنية على ساحل البحر الأحمر "في الوقت الحالي يتعلق الأمر بضمان التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار.
"سيمكننا ذلك من منع حدوث مثل هذا الاجتياح البري".
وردا على سؤال عما إذا كان مستعدا للضغط على نتنياهو لوقف هذا الهجوم، قال شولتس "من الواضح جدا أننا يجب أن نفعل كل شيء حتى لا يصبح الوضع أسوأ مما هو عليه بالفعل.
"لإسرائيل كل الحق في حماية نفسها.. وفي ذات الوقت لا يمكن أن يتعرض أولئك الذين فروا إلى رفح في غزة لتهديد مباشر من أي أعمال وعمليات عسكرية تجري هناك".
وتقول إسرائيل إن رفح واحدة من آخر معاقل حركة حماس، التي تعهدت بالقضاء عليها، وإنه سيتم إجلاء السكان.
ولم يجب شولتس بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت ألمانيا سترد على هجوم واسع النطاق على رفح، على سبيل المثال من خلال تقييد صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل.
وألمانيا واحدة من أقوى حلفاء إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة، إذ تدعم باستمرار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتؤكد واجبها في الوقوف إلى جانبها تكفيرا عن المحرقة النازية التي مات فيها ستة ملايين يهودي.
لكن برلين تواجه اتهامات، بينها من سكان يهود بارزين في ألمانيا، بأنها تسمح لشعورها بالذنب بأن يحجب ردها على الانتقام الإسرائيلي.
واتهم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أوروبا خلال زيارة لبرلين الأسبوع الماضي بأنها "منافقة" وانتقائية في اهتمامها بالشعوب المختلفة متجاهلة عقودا من معاناة الفلسطينيين واسعة النطاق.
ومع ذلك أكد مسؤولون في الحكومة الألمانية في الأشهر القليلة الماضية على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي في ردها على هجمات حماس، ودعوا إسرائيل إلى السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما أدانوا عنف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.
وقال شولتس إن المحادثات مع الملك عبد الله أوضحت مرة أخرى مدى أهمية أن تتناول كل المفاوضات الآفاق طويلة المدى لتعايش سلمي محتمل بين إسرائيل ودولة فلسطينية.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)