من مارك تريفيليان
لندن (رويترز) - قال محللون أمنيون يوم السبت إن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن مذبحة في قاعة حفلات روسية بالقرب من موسكو جدير بالتصديق على ما يبدو، وإنه يتوافق مع نسق هجمات سابقة من تنفيذ مسلحين إسلاميين.
لكن خبيرا بارزا قال إن الأمر المفاجئ وغير المعتاد أن يضع المهاجمون خطة هروب وينفذوها بدلا من مواصلة الهجوم إلى أن يتم القضاء عليهم.
وأصدر تنظيم الدولة الإسلامية بيانات أعلن فيها مسؤوليته عن هجوم الجمعة الذي قال محققون روس إنه أودى بحياة 133 شخصا. ونشر التنظيم صورة لمن قال إنهم المسلحون الذين نفذوا الهجوم.
ولم تكشف روسيا عمن تعتقد أنه يقف وراء الهجوم الضخم، لكنها ذكرت، من دون تقديم أدلة، أن للجناة صلات في أوكرانيا. وقالت إن المسلحين فروا بسيارة وأُلقي القبض عليهم بعد ساعات بالقرب من الحدود الأوكرانية. ونفت كييف بشدة ضلوعها في الهجوم، وتدافع أوكرانيا عن أراضيها من غزو روسي منذ عام 2022.
وقال آدم دولنيك الخبير الأمني التشيكي الذي يدرس هجمات سابقة لجماعات إسلامية في الهند وكينيا وروسيا وغيرها إن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته يبدو جديرا بالتصديق، إلا أن "ذلك لن يثني الروس عن الاستفادة من ذلك في أجندة سياساتهم الخارجية في مواجهة أوكرانيا والغرب".
وذكر دولنيك في مقابلة عبر الهاتف إن هجمات المسلحين هي طريقة العمل المعتادة في الأعوام القليلة الماضية لتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية له سجل من الهجمات السابقة على روسيا، بما في ذلك تفجير رحلة في 2015 كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج، والهجوم على السفارة الروسية في كابول عام 2022. وفي وقت سابق هذا الشهر، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إنه أحبط هجوما على معبد يهودي في موسكو خطط له تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان التابع لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال دولنيك "إذا جمعنا كل هذه الأمور معا، فأعتقد أن من المقنع تماما أن يكون الهجوم من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أن العامل الوحيد غير المعتاد هو أن الجناة هربوا على خلاف هجمات المسلحين الإسلاميين المعتادة حيث ينفذ الجناة الهجمات وهم مستعدون للموت ويتوقعون أن تصيبهم قوات الأمن بالرصاص في نهاية المطاف.
(شارك في التغطية إدريس علي ودون دورفي - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز)