من جيمس ماكنزي ورامي أميتشاي
القدس (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي إنه أقال ضابطين ووبخ قادة كبارا رسميا بعد أن خلص تحقيق في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع إلى وجود أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات.
وخلص التحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عندما قصفت طائرات مسيرة السيارات الثلاث التابعة لمؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، وأن القوات لم تلتزم بالإجراءات المتبعة في العمليات.
وقال الجيش في بيان يوم الجمعة "قصف مركبات الإغاثة خطأ فادح نتج عن فشل كبير بسبب خطأ في تحديد الهوية وأخطاء في اتخاذ القرار وشن هجوم يتعارض مع الإجراءات المتبعة في العمليات".
وأثار مقتل سبعة من موظفي الإغاثة، ومن بينهم مواطنون من بريطانيا وأستراليا وبولندا ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية وفلسطيني، غضبا على مستوى العالم هذا الأسبوع.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ما لم تقلل من الضرر الواقع على المدنيين في غزة، التي كانت تعتمد بالفعل على المساعدات قبل الحرب وينتشر بها الجوع على نطاق واسع منذ بدء القتال قبل ستة أشهر.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة إن واشنطن تراجع جيدا التحقيق الإسرائيلي وستنظر عن كثب في الخطوات التي ستتخذها إسرائيل.
وأضاف بلينكن للصحفيين في بروكسل "من المهم جدا أن تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الواقعة. ومن المهم أيضا أن تظهر اتخاذ خطوات لمحاسبة المسؤولين. والأهم من ذلك هو اتخاذ خطوات من الآن فصاعدا لضمان عدم تكرار حدوث شيء كهذا أبدا".
وبعد نشر نتائج التحقيق، طالبت مؤسسة ورلد سنترال كيتشن بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث. وجاء في بيان لها "بدون تغيير منهجي، سيكون هناك مزيد من الإخفاقات العسكرية ومزيد من الاعتذارات ومزيد من العائلات الحزينة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر بالفعل بأن موظفي الإغاثة السبعة التابعين للمؤسسة قتلوا في غارة جوية، لكن التحقيق السريع غير المعتاد يوضح تأثير الواقعة على الرأي العام العالمي.
وقال خوسيه أندريس، الطاهي الذي أسس ورلد سنترال كيتشن، هذا الأسبوع إن الموظفين السبعة استُهدفوا "بشكل ممنهج، سيارة تلو الأخرى" وهم يبحثون عن مأوى عندما توالى القصف على مركباتهم.
وذكر الجيش أنه أقال رئيس أركان كتيبة برتبة كولونيل وضابطا بكتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ووجه توبيخا رسميا لضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية.
وأضاف أن الواقعة أُحيلت أيضا إلى المدعي العام العسكري للنظر في إجراء تحقيق جنائي محتمل.
* اعتقاد خاطئ بأن الحقيبة كانت بندقية
كانت قافلة المساعدات التي تعرضت للقصف هي الثانية من أصل أربع قوافل كانت تعتزم نقل نحو 200 طن من المواد الغذائية إلى غزة عن طريق البحر تحت إدارة ورلد سنترال كيتشن ضمن الجهود المبذولة لزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
وقال الجيش إنه بينما كانت قافلة المساعدات، التي كانت ترافقها مركبات خفيفة، تسير على الطريق الساحلي في غزة باتجاه منطقة لوجستية في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، صعد أشخاص يشتبه في أنهم مسلحون إلى واحدة على الأقل من الشاحنات.
وعرض الجيش على الصحفيين مقاطع التقطتها طائرة مسيرة لرجل فوق شاحنة يطلق النار من بندقيته، وهو ما قال متحدث عسكري إنه دفع الجيش إلى محاولة الاتصال بمنسقي ورلد سنترال كيتشن دون جدوى.
وذكر الجيش أنه بعد وصول القافلة إلى مستودع وتفريغ الشاحنات، غادرت مركبات المؤسسة الثلاث المكان واتجهت جنوبا على الطريق الساحلي بعد الساعة 11 مساء بقليل (2100 بتوقيت جرينتش).
وتابع أن القادة الإسرائيليين لم يتمكنوا من رؤية شعار المؤسسة بسبب الظلام ولم يحددوا أنها تابعة لورلد سنترال كيتشن.
وقال يوآف هار إيفين، وهو قائد كبير سابق والذي قاد التحقيق، إن القوات تصرفت بشكل خاطئ اعتقادا منها بأن مقاتلي حماس استولوا على المركبات.
وذكر أنه عندما غادرت السيارات المستودع، كان أحد الرجال الذين استقلوا المركبات يحمل حقيبة لكن من يشاهدون لقطات الطائرة المسيرة اعتقدوا أنها بندقية.
وأردف قائلا في إفادة صحفية "كان الاعتقاد في ذلك الوقت هو أن المهمة الإنسانية انتهت وأنهم يتعقبون مركبات حماس وفيها مسلح واحد مشتبه به.. مسلح واحد مشتبه به على الأقل.. وأخطأوا في تحديد أنه داخل إحدى السيارات الثلاث".
وأضاف "ضربوا السيارة ثم رأوا أشخاصا يركضون خارجها ويدخلون سيارة ثانية، حينها قرروا ضرب السيارة الثانية. ثم ترك شخصان السيارة الثانية ودخلوا السيارة الثالثة، عندئذ ضربوا السيارة الثالثة".
وقال إن هذه الضربات انتهاك لإجراءات العمليات المتبعة في الجيش الإسرائيلي.
وتعهد الجيش بمعالجة حقيقة أنه لم يتمكن من رؤية شعار المؤسسة على أسقف المركبات في الظلام ضمن حزمة أكبر من الدروس المستفادة من الكارثة.
(إعداد نهى زكريا ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد وأيمن سعد مسلم ورحاب علاء)