من أحمد العمامي
طرابلس (رويترز) - قال مسؤولون وشاهد إن مسلحين قتلوا أربعة أشخاص على الأقل وأصابوا قرابة 40 آخرين في هجوم انتحاري على مجمع للمحاكم في مدينة مصراتة الليبية يوم الأربعاء.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم قائلا في بيان نشرته وكالة أعماق للأنباء التابعة له إنه استهدف "أحد أبرز معاقل حكومة الوفاق في مدينة مصراتة".
ويظهر الهجوم استمرار خطر المتشددين في ليبيا بعد أن قاتل ائتلاف مسلح تقوده قوات من مصراتة، تحت قيادة اسمية لحكومة الوفاق، لأكثر من ستة أشهر العام الماضي لطرد الدولة الإسلامية من معقلها السابق في مدينة سرت الساحلية الواقعة على بعد نحو 230 كيلومترا جنوب شرقي مصراتة.
ومنذ ذلك الحين يسعى المتشددون لتنظيم صفوفهم في الصحراء جنوبي سرت. وعززوا وجودهم في مناطق نائية لكن هجماتهم في المراكز الحضرية صارت نادرة.
وقال شاهد إن هجوم يوم الأربعاء شنه عدد من المهاجمين الذين وصلوا إلى مجمع المحاكم بوسط مصراتة في مركبة سوداء. وأضاف الشاهد "أحدهم فجر نفسه عند البوابة بينما فتح آخران نيران البنادق الكلاشنيكوف عشوائيا".
وأضاف "أمكن سماع دوي إطلاق النار بعد الهجوم في وسط المدينة".
وعبر الشاهد، الذي طلب عدم نشر اسمه، عن اعتقاده بأن المهاجمين أطلقوا قذائف صاروخية.
وقال التحالف العسكري، المسمى كتائب مصراتة، والذي قاد الحملة في سرت إن انتحاريين نفذا العملية وإن انفجارا وقع بعد معركة بالأسلحة النارية استمرت نحو 20 دقيقة.
وأفاد مستشفى مصراتة في بيان أورد أسماء الضحايا بأن المهاجمين قتلوا أربعة أشخاص وأصابوا 39. وقال مصدر أمني محلي طلب عدم نشر اسمه إن اثنين من المهاجمين فجرا نفسيهما وإن ثالثا قتل خلال المعركة المسلحة.
وأضاف أن خبراء المفرقعات أبطلوا مفعول سيارة ملغومة كانت معبأة بالمتفجرات وكان من المقرر استخدامها في الهجوم.
وتعد مصراتة، وهي ميناء تجاري كبير يبعد نحو 190 كيلومترا شرقي طرابلس، أحد مراكز القوة العسكرية الكبرى في ليبيا. لكن المدينة ذاتها ظل محصنة إلى حد بعيد من الاشتباكات والهجمات المسلحة على مدى الأعوام الماضية.
وانزلقت ليبيا إلى أتون فوضى عارمة بعد انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي قبل ستة أعوام وأدت للإطاحة بمعمر القذافي الذي ظل في الحكم لأمد طويل. ولا يزال البلد مقسما بين كثير من التحالفات السياسية والعسكرية مما أسفر عن فراغ أمني في وسط البلاد.
ومع تكثيف المتشددين نشاطهم خلال الأسابيع الماضية جنوبي وشرقي سرت نفذت الولايات المتحدة ضربتين جويتين استهدفتا معسكرات المتشددين في المناطق الصحراوية.
كما وفرت واشنطن دعما جويا للحملة التي قادتها مصراتة العام الماضي.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)