تسود حالة من الفزع في أوساط محافظة ديالي العراقية بعد التحذيرات من وجود مافيا تسوق العملات المزورة في الأسواق المحلية. حالة من القلق تسيطر على العاملين في أسواق المال بمحافظة ديالي شرقي العراق، من انتشار العملات المزورة فيها، وسط تحذيرات من وجود مافيا عراقية تحظى بدعم اقليمي تسعى لتأسيس منافذ لتسويق العملات المزورة بجميع أنواعها إلى الأسواق المحلية.
وعبر عبد الرحمن مسعود الابراهيمي (50 عاما) صاحب مكتب لبيع وشراء العملات في مدينة بعقوبة لوكالة انباء (شينخوا) عن قلقه من تزايد كمية ما يضخ من أموال مزوره في الاسواق المحلية، مؤكدا أنها تضر بالاقتصاد الوطني وتفقد المصداقية والثقة لدى المواطنين ولفت الابراهيمي أن ما يحدث ليس فوضوي بل منظم تقف ورائه تنظيمات وصفها بالمتنفذة جدا، وأنه لايمر يوم الا ويأتي اليه مواطن حاملا بيده مبالغ مالية مزورة، مبينا أن الظاهرة اصبحت خطيرة، وينبغي معالجتها على نحو سريع من قبل الجهات المختصة.
فيما كشف فاضل العتبي (36 عاما) صاحب مكتب للصرافة في بعقوبة، أن هناك مافيا عراقية تحظى بدعم اقليمي متواجدة بشكل خفي في الاسواق المحلية تعمل على تأسيس منافذ لتسويق العملات المزورة سواء أكانت العراقية أم الأجنبية، مشيرا إلى أن ازدياد ظاهرة الأموال المزورة تقف ورائه جهات متنفذة ربما تكون التنظيمات المسلحة أو جهات سياسية عراقية فاسدة.
ورأى ابراهيم علي الوندي (45 عاما) صاحب مكتب صرافة في سوق بعقوبة أن تزوير العملات الأجنبية والمحلية أصبح أكثر احترافية من قبل، مما زاد من صعوبة التعرف عليه من قبل المختصين فيما بالك بالبسطاء وأوضح الوندي أن ما يحصل يدلل على أن من يقف وراء توسيع اطار العملات المزورة يهدف الى تحقيق أمرين، الأول توفير مصادر دعم للجماعات المسلحة أو جهات سياسية فاسدة، والثاني الاضرار بالاقتصادي المحلي وخلق حالة من الفوضى والارباك التي تسببها كثرة الأموال المزورة في الأسواق المحلية.
واكد مصدر استخباري في مدينة بعقوبة أن "اغلب المؤشرات الميدانية لسير نشاط شبكات تزوير العملات تقف ورائها الأذرع المالية لتنظيمات مسلحة عدة أبرزها القاعدة، مؤكدا أن تسويق الأموال المزورة في الأسواق المحلية يدر عليها أرباحا طائلة، وبالتالي يضمن لها توفير الدعم المالي وتابع المصدر ان 40 بالمائة من الدعم المالي المتوفر لتنظيمات القاعدة وحلفائها يأتي عن طريق الجريمة المنظمة بكافة اشكالها، إلا أن تزوير العملات الاجنبية والمحلية وضخها في الأسواق المحلية يستحوذ على نصيب الأسد.
وتوقع صلاح العبيدي، خبير في الشئون الأمنية المحلية "ارتباط أغلب شبكات تزوير العملات بالجماعات المسلحة، مما يعني أن التزوير والعنف وجهان لعملة واحدة تحمل عنوان تخريب كل شي"، مؤكدا أن ما يحدث هو ارهاب اقتصادي خطير. ولفت إلى أنه "رأى بعض الاوراق النقدية المزورة قبل اسبوع وكانت على مستوى عالي من الدقة والحرفية، مما يدلل على أن هناك صعوبات جمة تواجه المتعاملين في الأسواق التجارية في كشف عمليات التزوير، إلا عن طريق خبراء مختصين أو أجهزة فحص دقيقة."
وكانت الأجهزة الأمنية الحكومية في محافظة ديالى شرقي العراق، قد كشفت في بداية العام الجاري عن وجود توجه لدى الجماعات المسلحة بتوسيع دائرة شبكات تزوير العملات لترويج مبالغ مالية كبيرة بهدف توفير مصادر تمويل لعملياتها المسلحة وتخريب الاقتصاد المحلي باعتبار التزوير أحد أساليب الجريمة المنظمة التي تؤمن جزء كبير من مصادر التمويل المالي للتنظيمات المسلحة.