من توم هنيجن
باريس (رويترز) - صلى المسلمون الجمعة في عموم فرنسا في أجواء خيم عليها ظلال مذبحة باريس التي نفذت بأيدي متشددين إسلاميين قبل أسبوع فخرجت الخطب رافضة للعنف تتساءل كيف يمكن لبعض المتشددين من مسلمي فرنسا تأييدها.
وقبل الفجر أعلنت الحكومة عن حملة ضد أئمة متشددين فتشت خلالها مسجدا في مدينة بريست على الساحل الغربي عرف إمامه بآرائه المتشددة لكن الشرطة لم تعثر على دليل على أي شيء غير قانوني.
وألغى المسجد الكبير في باريس مسيرة كان يعتزم تنظيمها ضد الإرهاب هناك بعد صلاة الجمعة بحضور آن إيدالجو رئيسة بلدية المدينة وذلك بعدما قالت الشرطة إنه لا يمكنها ضمان أمن التجمع.
وفي خطوة غير معتادة حث المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية- وهو المظلة الرئيسية لاتحادات المساجد- وعدد من المنظمات التي تنتمي لعضويته أئمة المساجد على التنديد بالهجمات في خطبهم ووزع نصوصا مقترحة.
وقتل متشددون ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية غالبيتهم مواطنون فرنسيون أو بلجيكيون 129 شخصا على الأقل مساء الجمعة الماضية في باريس. وفي فرنسا أكبر عدد من المسلمين في بلد أوروبي بواقع خمسة ملايين شخص يشكلون نحو ثمانية بالمئة من السكان.
وقال نص خطبة باللغة الفرنسية وزعه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ليتلى في جميع المساجد التابعة له "هذه الأعمال الإجرامية ارتكبها أبناء لفرنسا يزعمون أنهم يدينون بالإسلام ويسمون أنفسهم شهداء في مشروع جهادي."
وأضاف النص "يجب ألا نكل من قول وتكرار أن الإسلام الحقيقي بعيد بسنوات ضوئية عن عقيدة الكراهية التي يعتنقها هؤلاء المجرمون. إنهم خوارج هذا العصر."
وقال نص الخطبة إن المسلمين الفرنسيين "يعلنون تأييدهم الكامل لقيم الجمهورية" ويدعون الله "أن يحفظ فرنسا ويباركها".
وفي مدينة ستراسبورج بشرق فرنسا انضم زعماء محليون مسيحيون من الكاثوليك والبروتستانت وزعماء يهود للصلاة في المسجد الكبير وخاطبوا المصلين تحت علم فرنسي ضخم.
وفي المسجد الكبير بباريس قال رجل اسمه قدور إن مسلمي فرنسا "ليس عليهم تقديم أي أعذار" عن المذبحة." وقال "فقدنا أناسا في تلك الهجمات نحن أيضا."
* "النوايا الطيبة لا تكفي"
وشملت النصوص التي وزعتها منظمات منضوية تحت راية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حججا دينية ضد العنف مدعومة بآيات قرآنية ومناقشات لمشاكل تواجه المسلمين الفرنسيين.
وفي رفض للرد المبسط بأن القتلة ليسوا مسلمين حقيقيين قال نص وزع على أئمة في ليون "النوايا الطيبة لا تكفي.. ولا الكلام المنمق."
وأضاف أن على الأئمة أن يفهموا المجتمع الفرنسي المعاصر وأن يفسروا القرآن لتقريبه للمسلمين في هذا العصر. وقال أيضا إن على علماء الدين فعل المزيد لتفنيد حجج تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع يقول إن على الحكومة أن تساعد مسلمي فرنسا بدعمهم الأئمة للحصول على تعليم عال وتخصيص رجال دين للسجون.
وقال اتحاد المساجد الفرنسية وهو شبكة معظم أعضائها من أصول مغربية إنه ينبغي لمسلمي فرنسا تنظيم مسيرات واجتماعات مع الأديان الأخرى للتصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية "لأن يجد بين الفرنسيين تأييدا لقضيته الخاسرة".
وفتشت السلطات ذلك المسجد في بريست بعد أن تعهدت الحكومة بإغلاق المساجد التي تحض على الكراهية.
واكتسب إمام المسجد واسمه رشيد أبو حذيفة سمعة سيئة بعد تداول مقاطع فيديو لخطبه على موقع يوتيوب يقول في أحدها للأطفال إن الموسيقى حرام وإن من يستمعون إليها "سيتحولون إلى قردة وخنازير".
وقال مسؤولون محليون إن عشرات من رجال الشرطة شاركوا في التفتيش ولم يعثروا على شيء غير قانوني كما لم يتم استجواب أحد.
وأظهر التفتيش الصعوبات التي ستواجه المسؤولين في تعقب الأئمة المتشددين لأن البعض يعتنقون ما يعتبره التيار الرئيسي للمسلمين آراء دينية متطرفة لكنهم يرفضون العنف. فعلى سبيل المثال أدان أبو حذيفة هجمات باريس بشكل علني.
وقال أبو حذيفة في بيان "أجريت عمليات التفتيش ... باحترام كامل لدار العبادة ودون أي حادث."
وأوردت وسائل إعلام فرنسية أنباء عن عمليات تفتيش عديدة في مساجد بمواقع أخرى بينها مناطق في باريس وليون حيث لجأت الشرطة لاستخدام سلطاتها بموجب قانون الطوارئ لفحص التجمعات المحلية.