كامب ديفيد (ماريلاند) (رويترز) - أكدت الولايات المتحدة لزعماء أفغانستان يوم الاثنين مواصلة دعمها لقوات الأمن الأفغانية عند مستوى مستهدف يبلغ ذروته 352 ألف فرد حتى عام 2017 على الاقل لتوفير الاستقرار مع انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد.
وأعلن هذا وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قبل محادثات تجرى في البيت الأبيض يوم الثلاثاء من المتوقع أن يؤكد فيها الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني طلبه بابطاء انسحاب القوات الأمريكية.
وبعد يوم من المحادثات في المنتجع الرئاسي الأمريكي في كامب ديفيد حاول كارتر ووزير الخارجية جون كيري والزعماء الأفغان جاهدين تفادي استباق محادثات البيت الأبيض التي من المتوقع أن يجيب فيها الرئيس باراك أوباما على طلب عبد الغني.
لكن في رد على سؤال خلال مؤتمر مشترك قال كيري "نعرف أن الرئيس أوباما يدرس بعناية هذا الطلب."
وحل عبد الغني محل حامد كرزاي رئيسا لأفغانستان العام الماضي وهو يحظى بعلاقة أكثر سلاسة مع واشنطن.
وألقى عبد الغني في وقت سابق الاثنين كلمة أمام الجنود وعائلات العسكريين الأمريكيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وحاول أن يؤكد للأمريكيين قيمة تضحيتهم بأرواحهم وأموالهم التي أنفقت في المعركة ضد القاعدة ومتطرفين آخرين خلال حرب أفغانستان الدائرة منذ أكثر 13 عاما.
وقال في إشارة إلى أكثر من 2215 أمريكيا قتلوا بالإضافة إلى 20 ألفا آخرين أصيبوا إن "كل واحد منكم ترك تاريخا وأفهم أيضا أن أفغانستان كرمكتكم."
ومثلت تصريحات عبد الغني تناقضا حادا مع كرزاي الذي ترك السلطة العام الماضي متهما الولايات المتحدة بفرض حرب على بلاده زادت حدتها بسبب تقليص عدد القوات الأمريكية.
واعترف المسؤولون الأمريكيون الذين وجدوا في عبد الغني شريكا أكثر ودا بأن الأحوال تغيرت من مايو آيار عندما أعلن أوباما انه بحلول 2015 سيتم تقليص عدد القوات الأمريكية إلى النصف من اجمالي مستواها الحالي والذي يبلغ نحو عشرة آلاف جندي وأنها لن تعمل إلا من قواعد في كابول وباجرام.
وعدل الجيش الأمريكي خياراته وأبلغ مسؤول أمريكي كبير رويترز الأسبوع الماضي إن من المرجح أن تظل القواعد العسكرية الأمريكية في قندهار وجلال أباد مفتوحة بعد عام 2015.
وقال كارتر إن تثبيت مستوى القوات الذي تعتزم الولايات المتحدة تمويله وسيلة لتوفير "بعض الاستقرار لقوات الأمن الأفغانية."
وأعلن كارتر استئناف المحادثات الدبلوماسية والدفاعية المنتظمة على مستوى عال مع أفغانستان بعد توقف استمر ثلاث سنوات في حين كشف كيري النقاب عن خطة "لتشجيع الأفغان على الاعتماد على النفس" من خلال استخدام ما يصل إلى 800 مليون دولار من أموال المساعدات الأمريكية لتشجيع الاصلاح الذي يقوده الأفغان وأنشطة التنمية.
واعترف مسؤول كبير في إدارة أوباما بأنه نظرا للاستنزاف الكبير الناجم عن الفرار من الجيش وسقوط ضحايا يقل عدد القوات الأفغانية حاليا عن مستوى 352 ألف جندي وربما يبلغ الآن نحو 330 ألف جندي.
وامتنع مسؤول في إدارة أوباما عن التكهن بحجم التمويل الأمريكي اللازم في 2017 ولكنه أشار إلى أن التكلفة في 2015 بلغت نحو أربعة مليارات دولار وقدر أنها ستكون في نفس الحدود في 2016.
وقال كيري إن استمرار التعهدات الامريكية لأفغانستان تثبت لطالبان وآخرين بأن الولايات المتحدة "مستعدة لدعم أصدقائنا على المدى الطويل."
وقال أيضا إنه يأمل بأن يشجع ذلك جهود السلام مع طالبان.