من أنجوس مكدوال ومحمد مخشف
الرياض/أنقرة/عدن (رويترز) - وصف عضو كبير في البرلمان الإيراني العاهل السعودي الملك سلمان بأنه خائن للإسلام يوم الخميس في تصعيد حاد في نبرة الخطاب بشأن ضربات الرياض الجوية التي تستهدف جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على معظم اليمن.
ورغم أن هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام صامدة إلى حد بعيد والمساعدات تصل إلى ملايين اليمنيين المحرومين من الغذاء والوقود والدواء فما تزال التوترات مستعرة بشأن سفينة إغاثة إيرانية تصر السعودية على تفتيشها.
واليمن هو أحدث مسرح في صراع إيران الشيعية والسعودية السنية على النفوذ في الشرق الأوسط والمتأثر إلى حد كبير بخطوط الانقسام الطائفي إلى حد بعيد لكنه لم يصل إلى حد المواجهة المباشرة بين القوتين.
ومنذ 26 مارس آذار يقصف تحالف تقوده السعودية ويدعمه الغرب مقاتلي جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بهدف إعادة إرساء حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يعيش الآن في المنفى في الرياض.
وقال علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني أثناء زيارة لسوريا إن الملك سلمان "خائن الحرمين الشريفين".
وفرض التحالف الذي تقوده السعودية حصارا جويا وبحريا لمنع وصول إمدادات السلاح للحوثيين وحلفائهم لكن إيران قالت إنها لن تسمح للسعوديين بتفتيش سفينة مساعدات أرسلتها لليمن.
وقال مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية البريجادير جنرال مسعود جزائري لمحطة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية يوم الاربعاء "إن الهجوم على سفينة مساعدات تابعة للهلال الأحمر الإيراني سيثير حربا في المنطقة وهذه النيران قد لا يمكن إخمادها أو السيطرة عليها."
*أعيرة تحذيرية
وظهرت مؤشرات على احتمال التوصل لحل فيما قالت إيران انها تنسق مع الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات الخاصة بها. لكن سفنا حربية إيرانية أطلقت أيضا أعيرة تحذيرية باتجاه سفينة ترفع علم سنغافورة في مياه دولية في الخليج في واقعة وصفها مسؤول أمريكي بأنها محاولة اعتراض لتسوية نزاع قانوني فيما يبدو.
ووصل قادة دول الخليج وبينهم ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة للاجتماع مع الرئيس باراك أوباما على أمل طمأنتهم بأن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه بين إيران وقوى عالمية بشأن برنامجها النووي لن يكون مضرا بأمنهم.
وفي اليمن لا يزال الحوثيون والقوات الموالية لصالح يسيطرون على معظم البلاد.
وفي ظل عدم استعداد أي طرف لتقديم تنازلات من أجل التوصل لحل سياسي تحاول وكالات الإغاثة تحقيق اقصى استفادة من الهدنة القصيرة التي بدأت يوم الثلاثاء.
واقلعت طائرات تحمل مساعدات من الإمارات العربية المتحدة في طريقها إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين وقد واجهت ضربات جوية دون قتال بري. وقالت الأمم المتحدة إن سفن مساعدات رست في مينائي الحديدة وعدن.
وقال مصدر ملاحي في اليمن إن ثلاث سفن على الأقل محملة بالوقود والقمح رست في الحديدة والمكلا. وارسلت السعودية ثماني شاحنات محملة بوقود الديزل برا إلى محافظة حضرموت وارسلت قطر أدوية وأغذية عبر جيبوتي.
وقالت وكالة أنباء سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن طائرتين تحملان أدوية وإمدادات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود هبطتا في العاصمة.
وفي شمال اليمن قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة بدأت توزيع الغذاء على 33 ألف شخص والدواء على المستشفيات ومستلزمات النظافة الشخصية على اللاجئين.
ومنذ يوم السبت وصل إلى اليمن حوالي ثمانية بالمئة من خمسة ملايين لتر من الوقود اللازم لتوزيع المساعدات كل شهر.
* انتهاكات الهدنة
وتبادلت السعودية والحوثيون الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وفي وقت متأخر يوم الأربعاء وبعد 24 ساعة من بدء الهدنة قالت السعودية إن الحوثيين أطلقوا النار على الحدود السعودية وواصلوا القتال داخل اليمن لكنها لم تقرر بعد استئناف الضربات الجوية.
وقال سكان يوم الخميس إن الحوثيين ما زالوا يتقدمون صوب البريقة حيث تقع مصافي النفط في عدن. وقال سكان أيضا إن شخصين قتلا على أيدي قناصة الحوثيين في عدن وإن سبعة من الحوثيين لاقوا حتفهم في مدينة الضالع.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله إن محادثات بين أطراف سياسية لا تضم الحوثيين ستبدأ في الرياض يوم الأحد وتركز على دعوات الجنوب إلى الاستقلال التي تزايدت نتيجة القتال.
وأضاف عبر الهاتف "عانت عدن والجنوب من معظم الاضرار ومعظم الدمار ومعظم القتلى والجرحى. ركز الحوثيون اضرارهم على الجنوب. قتلوا ما تبقى من وحدة اليمن."
وأوضح أن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي حكم البلاد في السابق وجماعات المعارضة الرئيسية التي تضم الحراك الجنوبي وحزب الإصلاح الإسلامي علاوة على زعماء القبائل سيحضرون المحادثات التي تستمر ثلاثة أيام.
وقال دبلوماسيون خليجيون إن الولايات المتحدة حثت السعودية وحكومة هادي على استغلال المحادثات كجسر لمناقشات أوسع برعاية الأمم المتحدة تشمل الحوثيين.