من ستيف شيرر
روما (رويترز) - مع تركيز القوى الأجنبية على قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تحاول إيطاليا لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ليبيا مجددا لتأمين التوصل لاتفاق يهدف إلى إنهاء أعمال العنف والفوضى المستمرة منذ أربعة أعوام.
وعلى خلاف حلفائها الغربيين الرئيسيين بشأن الحاجة إلى التدخل العسكري في سوريا دعت روما إلى إستراتيجية جديدة للتعامل مع التطرف الإسلامي وستشارك في استضافة مؤتمر دولي يوم الأحد لمناقشة الأزمة الليبية.
ولدى إيطاليا سبب وجيه للقلق من الصراع في مستعمرتها السابقة ليبيا التي تقع على بعد أقل من 300 كيلومتر من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
ولم تتسبب الفوضى في حصول متشددي تنظيم الدولة الإسلامية على موطئ قدم في ليبيا فحسب لكنها أثارت أيضا أزمة مهاجرين مع وصول نحو 300 ألف شخص إلى إيطاليا منذ العام الماضي على قوارب من ليبيا.
ورفض رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقصف أهدافا للدولة الإسلامية في العراق وسوريا مشيرا إلى قيام حلف شمال الأطلسي في 2011 بقصف ليبيا مما ساعد الليبيين على الاطاحة بمعمر القذافي لكن البلاد سقطت بعد ذلك في أتون حرب أهلية دون حل.
وقال رينتسي في روما يوم الخميس "لا نوافق على الحاجة إلى التدخل (في سوريا) بدون إستراتيجية لما يأتي بعد لأننا شاهدنا ما حدث في ليبيا... لا يمكننا الثقة في ردود فعل تلقائية وعاطفية وقصيرة الأجل."
ولم تستبعد إيطاليا شن ضربات عسكرية في نهاية المطاف على الدولة الإسلامية في ليبيا لكنها تريد أولا الحصول على تفويض محدد من الأمم المتحدة. وتشعر إيطاليا أيضا بالقلق من إخفاق الاتفاق المزمع الذي ترعاه الأمم المتحدة في حل المشكلة.
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني يوم الجمعة "نحاول بناء توافق دولي لحكومة وحدة في ليبيا."
وسيشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في استضافة محادثات روما لكن لا توجد آمال تذكر لتحقيق أي تقدم كبير.