من ريتشارد بالمفورث
كييف (رويترز) - قالت السلطات الأوكرانية إن عدد القتلى في حافلة ركاب تعرضت لاطلاق نار شرس في شرق أوكرانيا ارتفع إلى 12 شخصا واشتدت حدة المعارك حول مطار مدينة دونيتسك الدولي إذ يحاول انفصاليون طرد قوات الحكومة.
واندلعت أحدث موجة من أعمال العنف يوم الثلاثاء بعد أن ألغت روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا خططا لعقد قمة في قازاخستان الأسبوع الحالي لعدم احراز تقدم فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق لوقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا جرى التوصل إليه منذ أربعة أشهر.
وأدان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الهجوم على الحافلة وحمل قوات جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية الانفصاليتين مسؤوليته.
وقال "مسؤولية سقوط هؤلاء القتلى تقع على عاتق عصابات جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية ومن وراءهم." وتعهد بالتوقيع على مرسوم يوم الأربعاء لزيادة عدد القوات على خط المواجهة.
إلا أن تصريحاته أثارت سخط بعض الأوكرانيين الذين يطالبون بإجراءات أكثر صرامة ضد الانفصاليين.
وكتبت أوكسانا زينوفيفا المتحدثة باسم رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على صفحتها على فيسبوك "الإرهابيون يفتحون النار على حافلة تقل متقاعدين ويقتلون أطفالا ويصيبون متطوعين ويعذبونهم في أقبية ونحن نقول ببساطة أننا مستعدون... نحاول منذ فترة طويلة جدا تحويل استعدادنا إلى فعل".
ودعا مسؤول كبير من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس. وأسفر الصراع الأوكراني عن سقوط أكثر من 4700 قتيل منذ ابريل نيسان الماضي.
* القتال عند المطار
بدأ الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا فور ان ضمت روسيا القرم في مارس آذار الماضي مما تسبب في أسوأ أزمة في العلاقات بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وتتهم حكومات غربية روسيا بدعم الانفصاليين إلا أن موسكو تنفي إرسال قوات.
وأوضحت صور آثار أعيرة نارية على الحافلة وعلى المقاعد داخلها وبقع دماء على طول الطريق بجوار الحافلة التي كانت تقف على مقربة من بلدة فولنوفاخا.
وقال متحدث باسم الإدارة الإقليمية الأوكرانية إن الحافلة تعرضت لهجوم من متمردين يستخدمون منصات اطلاق صواريخ جراد وهي تقل مدنيين عبر نقطة تفتيش حكومية.
ونفى الانفصاليون مسؤوليتهم عن الهجوم وقالوا إن الحافلة هوجمت بنيران أسلحة صغيرة وليس بصواريخ أو قذائف.
وأفادت تقارير من دونيتسك يوم الثلاثاء أن جزءا كبيرا من برج المراقبة في المطار دمر. وألحق القتال أضرارا بالغة بالمطار الذي كان افتتحه الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش استعدادا لاستضافة البلاد لبطولة أوروبا لكرة القدم عام 2012.
ورغم أنه لا يعمل منذ اندلاع القتال في ابريل نيسان الماضي إلا أن المطار الذي توجد به الآن حفر في مدارج الاقلاع والهبوط جراء القصف ما زالت له أهمية رمزية للجانبين.
وصدت قوات الحكومة محاولات متكررة للانفصاليين لطردها من المطار.