من توم بيري
بيروت (رويترز) - قالت قوات كردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تحرز تقدما سريعا على قوات الدولة الإسلامية بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في المناطق الريفية حول كوباني بعد طرد التنظيم المتشدد من المدينة الحدودية السورية الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب إن قوات الدولة الإسلامية تنهار حول كوباني. وذكر المرصد السوري أن مقاتلي الدولة الإسلامية لا يبدون مقاومة تذكر امام التقدم الكردي وقد يتم صدهم لمسافة ابعد.
وأضاف المتحدث ريدور خليل لرويترز عبر الهاتف إن تنظيم الدولة الإسلامية في حالة انهيار تام في الوقت الراهن ولا يستطيع السيطرة على اراض.
وأصبحت المعركة من أجل كوباني وهي مدينة اغلب سكانها من الأكراد وتعرف أيضا باسم عين العرب نقطة محورية للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا.
وتمكن الأكراد السوريون الذين تلقوا أيضا دعما عسكريا من قوات البشمركة الكردية العراقية من طرد الدولة الإسلامية من المدينة الأسبوع الماضي.
وتسيطر الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا بما في ذلك حزام من الاراضي عبر ريف حلب الشمالي وممر يمتد إلى الجنوب الشرقي من محافظة الرقة إلى الحدود مع العراق.
ورغم أن المدينة ليست لها أهمية استراتيجية كبرى فإن المعركة من أجلها مثلت أول نموذج مباشر للدعم الأمريكي للقوات البرية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وفي إطار استراتيجيتها لدحر الدولة الإسلامية في سوريا تخطط الولايات المتحدة أيضا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة غير الجهاديين الذين لا يمثلون سوى جزء ضئيل من المقاتلين الذين يقاتلون ضد الرئيس بشار الأسد.
ولم يبدأ بعد التجنيد النشط للمتدربين السوريين. واستبعدت الولايات المتحدة فكرة التعاون مع الأسد في قتال الدولة الإسلامية ووصفته بانه جزء من المشكلة.
وتقول وحدات حماية الشعب إن لديها 50 ألف مقاتل ينتشرون في ثلاث مناطق ذات أغلبية كردية في شمال سوريا. وتضيف أنها على استعداد كي تكون شريكا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الدولة الإسلامية.
وقالت قوة المهام المشتركة في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 27 ضربة جوية على قوات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في غضون 24 ساعة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين كانوا على بعد نحو أربعة إلى خمسة كيلومترات من المدينة يوم الأحد اصبحوا الآن على مسافة 10 كيلومترات على الأقل. وأضاف أنه لا توجد مقاومة على نطاق كبير.
وقال إن الأكراد يتقدمون بمساعدة من جماعات مسلحة عربية سورية من الرقة. وقال خليل إن الدولة الإسلامية انسحبت عشرة كيلومترات في اليوم الاخير فقط واصبحت بعيدة عن كوباني بأكثر من 25 كيلومترا.
وأضاف أن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مستمرة وكذلك الدعم من قوات البشمركة العراقية التي دخلت المدينة عبر تركيا. لكنه حذر من أن الدولة الإسلامية قد تفتح جبهات جديدة في المناطق الكردية في شمال شرق سوريا.
وتابع أن اشتباكات تقع بصورة يومية وستزيد وتيرتها خاصة في منطقة الجزيرة لأن التنظيم المتشدد سيتحول إلى مناطق اخرى لاستعادة ما تبقى من هيبته. والجزيرة هو الاسم الكردي لشمال شرق سوريا.
لكن رامي عبد الرحمن قال إن الدولة الإسلامية لم تعد قادرة على فتح جبهات جديدة بعد أن فقدت 2000 مقاتل في معركة كوباني. وأضاف انه يتوقع استمرار الانسحاب من مناطق ريف كوباني وانه قد تقع اشتباكات على مشارف الرقة.