من الستر ماكدونالد واندرياس رنكه
بروكسل (رويترز) - هدد الاتحاد الأوروبي روسيا بفرض المزيد من العقوبات التجارية عليها في حال لم تتراجع موسكو عن تصرفاتها في أوكرانيا غير أن الانقسامات الحادة بين القادة الاوربيين في مؤتمر في بروكسل غلف موعد فرض أي من هذه العقوبات بالغموض.
وبعد عرض طويل من رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو للأوضاع في بلاده والذي حذر خلاله من حرب شاملة وشيكة في حال استمر الجنود الروس في التقدم دعما للانفصاليين الموالين لموسكو قرر القادة الأوروبيون يوم الأحد تكليف مسؤولي الاتحاد الأوروبي بوضع سلسلة من الإجراءات الجديدة التي يمكن أن تستهدف عددا من القطاعات في غضون أسبوع.
غير أن القلق من تأثير العقوبات على الاقتصادات الأوروبية الراكدة واحتمال فقدان موارد الطاقة الروسية قد تعني أن الاتحاد الأوروبي المنقسم على نفسه لن يوافق على فرض مهل أو شروط محددة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفي تورط جنوده على الرغم من الأدلة الملموسة على ذلك.
ودعا المجلس الاوروبي روسيا "للسحب الفوري لكل قواتها ومعداتها العسكرية من أوكرانيا" وحث على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وطلب القادة الأوروبيون من المفوضية الأوروبية-الذراع التنفيذية للاتحاد- وضع اقتراحات لعقوبات جديدة للإطلاع عليها في غضون أسبوع بينها إجراءات يمكن أن تعاقب أي شخص أو مؤسسة تتعامل مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - الشخصية الأقوى في الاتحاد الأوروبي- إن الإجراءات ستكون جاهزة في غضون أسبوع وقالت إن على بوتين أن يتصرف لتجنبها.
وقالت "ستتخذ قرارات بشأن عقوبات جديدة في حال استمر الوضع على ما هو عليه أو تدهور."
وقالت إن العقوبات يمكن أن تمس أيا من قطاعات الأعمال التي قال الاتحاد الأوروبي إنها يمكن أن تستهدف.
ولدى سؤاله عن موعد للعمل الأوروبي قال هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي "إن الخطوات الإضافية تعتمد على تطور الوضع على الأرض. لا توجد أي معايير محددة ولكن يمكنني أن أؤكد أن الجميع متأكد من إننا يجب أن تتحرك بسرعة."
وفي تصريح سلط الضوء على الانقسام بين دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين خلال المحادثات التي استمرت حتى ما بعد منتصف يوم السبت وصف رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو العقوبات بأنها "غير ذات معنى وذات نتائج عكسية وهدد باستخدام حق الفيتو على أي إجراءات جديدة يمكن أن تضر بمصالح سلوفاكيا بما فيها حاجتها للغاز الروسي.
كما بدت النمسا والمجر وجمهورية التشيك متشككة في هذا المسار.
في حين قال رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك الذي عين السبت كبديل عن فان رومبوي إن العقوبات تسبب المشاكل للدول الأعضاء لكن "هذا هو الثمن."
وقال بوروشينكو الذي نال تطمينات جديدة بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي إنه يناقش صفقات عسكرية مع عدد من الدول ولكن من المتوقع أن يحصل تقدم ملحوظ في هذا المسار في اجتماع حلف شمال الأطلسي في ويلز والتي سيدير دفتها إلى حد كبير الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
غير أن ميركل أوضحت أن ألمانيا غير راغبة في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وقالت إن الحل السياسي هو الوحيد الذي سيضع حدا للنزاع في أوكرانيا.
وعبر بوروشينكو عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي وقال إن العقوبات الأوروبية ستكون موازية لجهوده لبدء تنفيذ اتفاق سلام قد يتم التوصل إليه عبر المفاوضات في الأسبوع المقبل.
وعبر عن أمله أن يلي وقف اطلاق النار المحادثات الثلاثية يوم الإثنين بين ممثلين عن كييف وموسكو والاتحاد الأوروبي.
وقال "أعتقد أننا بتنا قريبين جدا من نقطة اللاعودة. إن نقطة اللاعودة هي الحرب الشاملة."
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "علينا أن نظهر تصميما حقيقيا وإرادة حقيقية في الإثبات لروسيا أنها إذا استمرت في المسار الحالي للعلاقات بين روسيا وكل من أوروبا وأمريكا ستكون مختلفة بشكل جدي."
وبدأت الأزمة الأوكرانية قبل تسعة أشهر عندما رفض سلف بوروشينكو الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش عقد اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي ما أدى إلى انتفاضة شعبية أطاحت به عن سدة الرئاسة.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)