من دان وليامز
القدس (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي ومسؤول بمستشفى إن فلسطينيا طعن جنديا إسرائيليا فألحق به إصابات بالغة يوم الأربعاء قبل أن يقتله الجنود بالرصاص بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستطلاع كيفية إنهاء العنف الدائر منذ ثمانية أسابيع.
ووقع الهجوم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل عند تقاطع طرق قرب تجمع لقرى فلسطينية ومستوطنات يهودية. وقال الجيش إن الجندي في حالة حرجة وقال مسؤول بمستشفى شعاري زيديك في القدس إن المهاجم الفلسطيني توفي أثناء خضوعه لجراحة.
وفي وقت لاحق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولا عسكريا كبيرا يطالب الوزراء الكبار بالتفكير في تخفيف إجراءات معينة على الفلسطينيين لتقليل التوتر كتسليح القوى الأمنية ومنحها عربات مدرعة لقمع العنف.
وهناك مقترحات أخرى هي إطلاق سراح بعض السجناء وتخفيف القيود على التنقل والعمل. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن الجيش ينظر لأعمال العنف الحالية كانتفاضة محدودة قد تستمر لأشهر.
لكن معلقين بالإعلام الإسرائيلي توقعوا أن يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراؤه اليمينيون هذه المقترحات. وقال مسؤولون إسرائيليون إن على الفلسطينيين إظهار العزم على التصدي للعنف.
وقتل 88 فلسطينيا منذ أول أكتوبر تشرين الأول الماضي بعضهم مهاجمون أثناء شن عمليات وآخرون في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وغالبية هؤلاء من الصبية. وفي المقابل قتل 19 إسرائيليا وأمريكي واحد في الهجمات الفلسطينية.
وأصبح إبراهيم داود وعمره 16 عاما أحدث فلسطينيي يتم الإعلان عن وفاته. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه توفي متأثرا بجراح لحقت به في اشتباك مع جنود إسرائيليين في رام الله بالضفة الغربية قبل أسبوعين.
وأجج العنف غضب المسلمين من تكرار زيارات اليهود لمجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية ودفع كيري للحضور والحديث مع الجانبين يوم الثلاثاء.
ومع تجمد مساعيه لإطلاق محادثات بشأن دولة فلسطينية منذ منتصف 2014 قال كيري إن هدف هذه المهمة الجديدة هو خفض التوتر.
لكن لم يبد أن تقدما قد تحقق خلال اجتماعات الوزير الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن هويته إن كيري طالب عباس بمحاولة تحقيق تهدئة ولو لأسبوع واحد من أجل إقناع نتنياهو بمواصلة إجراءات بناء الثقة. وتشمل هذه الإجراءات منح سلطات حكم ذاتي للسلطة الوطنية الفلسطينية في أجزاء من الضفة الغربية مع احتفاظ إسرائيل منفردة بالسيطرة الأمنية والإدارية.
وقال المسؤول الفلسطيني "كيري قال إن من الصعب التعامل مع هذه القضايا بينما يواجه نتنياهو هذه التصرفات المستمرة التي وصفها بأنها عنف وطعن ودهس بالسيارات. وقال إن من الضروري السعي لتحقيق الهدوء ليتيسر التعامل مع قضايا أخرى."
وقال مسؤول فلسطيني آخر هو صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات لإذاعة راديو فلسطين إن عباس أبلغ كيري بأن "الفلسطينيين ضحايا" وإنهم فقط يدافعون عن أنفسهم ضد الإجراءات الإسرائيلية.
وقال كيري إن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين وصلوا لنقطة محورية وإن الوقت حان لاتخاذ قرارات مهمة من شأنها أن تؤدي لسلام دائم.
وأضاف للصحفيين في بوسطن بعد عودته للولايات المتحدة يوم الأربعاء "لا نزال قلقين جدا من العنف واحتمال خروج الموقف عن السيطرة."
(شارك في التغطية علي صوافطة في رام الله- إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية)