من ياسمين أبو طالب وروري كارول
سان برناردينو (كاليفورنيا) (رويترز) - قال تنظيم الدولة الإسلامية يوم السبت إن الزوجين اللذين قتلا 14 شخصا بالرصاص في ولاية كاليفورنيا في هجوم يحقق فيه مكتب التحقيقات الاتحادي باعتباره عملا "إرهابيا" هما من أنصاره.
وجاء إعلان التنظيم عبر إذاعة البيان التابعة له على الانترنت بعد ثلاثة أيام من قيام سيد رضوان فاروق المولود في الولايات المتحدة وزوجته تشفين مالك وهي مواطنة باكستانية بتنفيذ الهجوم على حفل لموظفين في سان برناردينو على بعد نحو مئة كيلومتر شرقي لوس أنجليس.
وقتل الاثنان بعد الحادث بساعتين في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وقال مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي الذي يتولى التحقيق في الحادث إن تشفين مالك وزوجها ربما تأثرا بجماعات خارجية متشددة لكن لا يوجد دليل على أنهما كانا يعملان مع أي منها أو على أن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد كان حتى يعلم من هما. وكان الحفل الذي هاجمه الزوجان لبعض العاملين في نفس الوكالة الحكومية المحلية التي كان فاروق يعمل بها.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب اذاعي يوم السبت "من المحتمل تماما ان هذين المهاجمين اعتنقا الفكر المتشدد لتنفيذ هذا العمل الارهابي."
وأضاف "إن كان الأمر كذلك فإنه يسلط الضوء على خطر ركزنا عليه منذ سنوات وهو خطر الأشخاص الذين يخضعون لأفكار متطرفة عنيفة."
وإذا ثبت أن هجوم يوم الأربعاء هو من تنفيذ أشخاص استلهموا نهج الإسلاميين المتشددين كما يشتبه المحققون الآن فسيكون هذا أعنف هجوم من نوعه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن هجمات 13 نوفمبر تشرين الثاني في باريس والتي قتل فيها مسلحون وانتحاريون 130 شخصا.
وقال التنظيم في البث اليومي لإذاعة البيان "هاجم اثنان من أنصار الدولة الإسلامية قبل عدة أيام مركزا في مدينة سان برناردينو في كاليفورنيا."
ونشرت في وقت لاحق نسخة باللغة الانجليزية للبث وصفت المهاجمين بأنهما "جنديان" للدولة الإسلامية وليسا "من أنصار" التنظيم كما وصفتهما النسخة العربية من البث.
ولم يتضح إن كانت النسخة الانجليزية تزعم أنهما عضوان بالتنظيم أو السبب وراء هذا التضارب.
وجاء البث الإذاعي بعد يوم من تأكيد فيسبوك أن تعليقات تشيد بالدولة الإسلامية نشرت في نفس وقت الهجوم تقريبا على حساب فيسبوك أنشاته تشفين مالك باسم مستعار.
ولكن لم يتضح إن كانت مالك نفسها نشرت التعليقات أم نشرها شخص يستطيع الدخول على حسابها.
وقال مسؤولون إن الزوجين كانا يملكان بندقيتين ومسدسين نصف آليين و6100 طلقة و 12 قنبلة أنبوبية في منزلهما أو معهما عندما قتلا. وأضافوا أنهما ربما كانا يخططان لشن هجوم آخر.
وأثار الهجوم موجة جديدة من الجدل حول الأسلحة النارية. ودعا أوباما وصحيفة نيويورك تايمز إلى فرض قيود جديدة على حيازة الأسلحة.
وقالت الكثير من الأصوات المؤيدة لاستمرار حمل السلاح ومنها بعض الساعين للترشح للرئاسة إن مثل هذه القوانين المقترحة ما كانت لتمنع المذبحة.
وقال أوباما "هذا أمر مآساوي اخر يذكرنا بأن اقتناء أشخاص خطرين للسلاح أمر في غاية السهولة هنا في أمريكا."
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها التي نشرتها في الصفحة الأولى لأول مرة منذ عام 1920 "انها فضيحة اخلاقية وعار وطني" ان يكون هذا النوع من الأسلحة النارية المستخدمة في الهجوم متاحا بسهولة.
ووصفحت الصحيفة الأسلحة بانها أسلحة حرب.
وفي كلمة أمام الصحفيين في واشنطن يوم الجمعة قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي إن التحقيق أشار إلى "تطرف القاتلين واحتمال استلهام نهج منظمات إرهابية أجنبية."
لكن لم يظهر دليل بعد يؤكد أن القاتلين كانا "جزءا من مجموعة منظمة أكبر أو شكلا جزءا من خلية.. لا توجد مؤشرات على أنهما جزء من شبكة."
ويقول مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي إن المؤشرات على التحضيرات المسبقة والمخزون الهائل من السلاح والذخيرة الذي جمعه الزوجان غيرت مسار التحقيق.
وقال بوديتش للصحفيين "بناء على المعلومات والحقائق كما نعرفها فإننا نحقق الآن في هذه الأعمال المروعة باعتبارها عملا إرهابيا."
وأضاف أن مكتب التحقيقات الاتحادي يأمل في أن يقود فحص البيانات التي استخرجت من أجهزة هواتف محمولة محطمة وغيرها من الأجهزة الالكترونية التي صودرت في التحقيق إلى تحديد الدافع وراء الهجوم.
ونفى محامو عائلة فاروق يوم الجمعة وجود أي دليل على ان الزوج أو الزوجة اعتنقا افكارا متطرفة.
وقال أحد افراد عائلة تشفين مالك إن المخابرات الباكستانية اتصلت بالعائلة في مسقط رأسها في اطار التحقيق.