انقرة (رويترز) - قضت محكمة تركية بسجن ضابط شرطة لمدة ثمانية أعوام يوم الأربعاء بتهمة قتل متظاهر خلال موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في تركيا العام الماضي ليصبح أول شرطي يعاقب بالسجن فيما يتصل بالاضطرابات.
ولقي ما لا يقل عن ستة أشخاص حتفهم بينهم شرطي خلال احتجاجات عام 2013 والتي نتجت عن حملة شنتها الشرطة ضد مجموعة صغيرة من المتظاهرين كانوا يحتجون على اعادة تطوير متنزه في اسطنبول.
وأثار الرد العنيف على المظاهرات من قبل رئيس الوزراء انذاك طيب اردوغان انتقادات دولية وهدد بانقسام حكومته بزعامة حزب العدالة والتنمية.
وأدين الضابط أحمد شاهباز بالقتل غير الاضطراري المحتمل للمواطن ادم ساريسولوك (27 عاما) والذي اصيب بعيار ناري في الرأس خلال اشتباكات مع الشرطة في أنقرة في يونيو حزيران 2013. وتوفى بعد ذلك باسبوعين في الرعاية المركزة.
وقال القاضي يوم الأربعاء إن شاهباز سيعاقب بالسجن لمدة ثمانية اعوام.
وفي بيانه الختامي قبل صدور الحكم اعتذر المتهم لعائلة ساريسولوك وطلب تبرئته. وأضاف أنه أطلق النار من مسدسه في الهواء لتحذير المحتجين الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة.
وحظيت قضية شاهباز بالمتابعة عن كثب في تركيا. وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي تجمع آلاف الغاضبين من السماح لشاهباز بالادلاء بشهادته عبر اتصال بالفيديو بدلا من مثوله بصفة شخصية خارج المحكمة في أنقرة للاحتجاج لكن الشرطة تمكنت من تفريقهم بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وذكرت وسائل الاعلام التركية يوم الأربعاء أن عددا غير محدد من المحتجين تجمع أمام المحكمة وسط انتشار مكثف للشرطة ولكن لم يتم نشر مدافع مياه أو قنابل غاز.
وقالت ايما سينكلير ويب الباحثة الكبيرة في الشؤون التركية بمنظمة هيومان رايتس ووتش "أنا سعيدة لادانة شرطي لان النمط العام في تركيا هو الافلات من العقاب فيما يتعلق بهذا النوع من الجرائم."
وأضافت "السؤال الكبير هو ما اذا كان الحكم يتناسب مع الجريمة. وفي تركيا يمكن توقيع عقوبة السجن لمدة سبعة أعوام لمجرد ترديد شعارات في احتجاج او الاتهام بكونك عضو في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا على انه جماعة ارهابية."
وقالت منظمة العفو الدولية إنها لا تزال تقيم ما اذا كان الحكم الصادر ضد شاهباز معقولا لكن بعض النشطاء قالوا على موقع تويتر ان القاضي كان متساهلا للغاية.
وقال ناشط في تغريدة "ضابط الشرطة الذي قتل ادم ساريسولوك عمدا صدر ضده حكم بالسجن لمدة سبعة اعوام. والطلبة الذين يتظاهرون من اجل مجانية التعليم حصلوا على 24 عاما."
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)