💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السويد تحاول إيواء اللاجئين مع اقتراب الشتاء القاسي

تم النشر 03/12/2015, 17:54
محدث 03/12/2015, 18:01
© Reuters. السويد تحاول إيواء اللاجئين مع اقتراب الشتاء القاسي

من يوهان اهلاندر وفيوليت جوارانت

مالمو (السويد) (رويترز) - صفت أكياس بلاستيكية بداخلها ملابس وبعض المتعلقات القليلة على امتداد جدران كنيسة يلفها البرد الشديد ذات أضواء خافتة في مالمو بالسويد حيث انضم 20 لاجئا من سوريا وأفغانستان إلى نحو 30 متسولا من طائفة الروما بحثا عن مكان يأويهم خلال الليل.

ويستخدم هؤلاء ما يتلقونه من تبرعات أهل الخير من أبسطة وبطاطين كأسرة للنوم ويتجمعون بالقرب من أجهزة التدفئة الكهربائية أو على مقاعد الكنيسة.

هذا هو واقع بعض من يصلون سعيا لبدء حياة جديدة في السويد التي جعلت من نفسها "قوة انسانية عظمى" حيث تخطى العدد القياسي من طالبي اللجوء الذين وصلوا إليها قدرتها على استيعابهم.

وقال سوري في أواخر العشرينات اسمه طارق إنه أنفق نحو ثلاثة آلاف دولار على رحلته التي استغرقت ثلاثة أسابيع إلى السويد. ومازالت زوجته وطفلاه في سوريا حتى الآن.

وأضاف "السويد شديدة البرودة. وهذا ما لم أتوقعه لكنني سعيد بوجودي هنا على أي حال."

وقد استقبلت السويد منذ بداية العام الجاري نحو 145 ألفا من طالبي اللجوء أي أكثر من أي دولة أوروبية أخرى على أساس نسبة اللاجئين لعدد السكان جذبهم إليها سخاء القواعد التي تنظم عملية اللجوء إليها وكذلك ثروتها وما تتمتع به من استقرار وسمعة العدالة الاجتماعية.

وفي الغالب يستقبل اللاجئون استقبالا حسنا لكن السويد شهدت أيضا موجة من الاعتداءات بإشعال الحرائق في مراكز اللجوء. وقتل رجل يلوح بسيف شخصين في جريمة عنصرية في أكتوبر تشرين الأول في مدرسة مخصصة للمهاجرين في جنوب غرب السويد.

من ناحية أخرى زادت شعبية الحزب السويدي الديمقراطي المناهض للمهاجرين في استطلاعات الرأي إلى نحو 20 في المئة في حين اتجهت الأحزاب الرئيسية لتضييق الخناق على الهجرة.

وبعد أن فتحت حكومة يسار الوسط الأبواب لطالبي اللجوء في البداية بدأت تطبق قيودا حدودية وخططا لإصدار تصاريح إقامة مؤقتة وذلك لوقف طوفان اللاجئين وإرغام الدول الأوروبية الأخرى على المشاركة في تحمل العبء.

وتراجع رئيس الوزراء ستيفان لوفن عن موقفه بالكامل بعد أن كان يقول في سبتمبر ايلول إن أوروبا التي يعرفها "لا تبني أسوارا". فقال في أواخر نوفمبر تشرين الثاني "لقد ظللنا نستقبل أعدادا كبيرة لفترة طويلة. ونحتاج للتوقف لالتقاط الأنفاس."

وحتى الآن استطاعت السويد أن تأوي الأغلبية العظمى من المهاجرين وأصبحت أحوالهم أفضل من أهلهم الذين تركهم كثيرون في بلادهم الأصلية. لكن السلطات اضطرت لاتخاذ إجراءات صعبة مثل استخدام الخيام والكنائس لايواء اللاجئين.

ومع ذلك اضطر بعض اللاجئين من الصغار للنوم في ظروف شتوية قاسية.

وتوزع ايفا بلومدل الشماسة بكنيسة سانت يوهانس في مالمو - المفتوحة الآن خلال الليل لتوفير المأوى للاجئين - القهوة وبطاقات مترجمة بالمعلومات عن الحمامات والمراحيض.

وتقول وهي تشير إلى الأرضية الحجرية للكنيسة "بالنسبة لهم كانت السويد أرضا موعودة والآن يجدون هذا."

وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية هذا الأسبوع من الأوضاع البائسة في مركز كبير للمؤتمرات في مالمو يقيم فيه عدد يصل إلى ألف من طالبي اللجوء لحين تسجيل طلباتهم. وقالت إن الأطفال المرضى ينامون على الأرض مباشرة ولا يلقون الرعاية الطبية الكافية أو حتى يستحمون بما يكفي.

وهذا الأسبوع ألحقت عاصفة شتوية أضرارا بنصف الخيام الستة عشر التي أقامتها وكالة الهجرة في مخيم مؤقت في جنوب السويد فيما يؤكد التحديات التي يفرضها شتاء شمال أوروبا.

وتأخرت إقامة المخيمات بسبب البيروقراطية إذ أن القواعد الصارمة التي تتعلق بالتخطيط والسلامة من الحرائق تعني أن أغلب الخيام المزمع إقامتها لن تصبح جاهزة قبل ستة أشهر.

وقد انخفض عدد اللاجئين القادمين أسبوعيا إلى السويد منذ تطبيق أول قيود حدودية واسعة النطاق منذ أكثر من عقدين من الزمان في الشهر الماضي. لكن رئيس الوزراء قال إن من الضروري اتخاذ مزيد من التدابير لوقف سيل اللاجئين.

ويخشى كثير من اللاجئين الآن ألا يسمح لهم باستقدام عائلاتهم بمجرد حصولهم على حق اللجوء بعد أن قالت الحكومة الأسبوع الماضي إنها ستعمل على تشديد القواعد.

© Reuters. السويد تحاول إيواء اللاجئين مع اقتراب الشتاء القاسي

وقال السوري طارق "إذا لم تستطع أسرتي المجيء فقد ضاعت هذه الرحلة سدى. وسيتعين علي العودة. لا أستطيع أن أتركهم في سوريا".

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.