من عزيز اليعقوبي
الصخيرات (المغرب) (رويترز) - أجرت الفصائل المتصارعة في ليبيا محادثات تدعمها الأمم المتحدة في المغرب يوم الخميس في مسعى لإنهاء الصراع بين حكومتين متنافستين يهدد بانزلاق البلد المنتج للنفط إلى هاوية الحرب الأهلية.
وكانت الضربات الجوية المتبادلة من جانب القوات المتنافسة قد تصاعدت قبل مفاوضات يوم الخميس حيث تشعر حكومات غربية بالقلق من أن يؤدي انتشار الفوضى إلى تعزيز موقف المتشددين الإسلاميين مما شكل خطرا على أوروبا عبر البحر المتوسط.
وتقوم الحكومة المعترف بها دوليا ومجلس النواب المنتخب بمهام عملهما من شرق البلاد منذ أن سيطر تحالف مسلح يعرف باسم فجر ليبيا على العاصمة في الصيف الماضي وشكل حكومته الخاصة.
ويتمتع الجانبان بدعم تحالفات مسلحة لمقاتلين سابقين قاتلوا جنبا إلى جنب للإطاحة بمعمر القذافي في 2011 ثم اختلفوا في وقت لاحق بشأن السيطرة على الثروة النفطية.
ويرى مسؤولون غربيون أن محادثات الأمم المتحدة هي الأمل الوحيد لتشكيل حكومة وحدة ووقف القتال لكن محادثات سابقة لم تسفر عن تقدم يذكر.
وقال مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون للصحفيين بعد الجلسة الأولى "يوجد شعور ما إن لم يكن تفاؤلا فهو على الأقل شعور بأن من الممكن إبرام اتفاق وهذا أمر مهم للغاية لأنه في الشهور الأخيرة لم يكن هذا هو الحال."
واجتمعت الوفود في مدينة الصخيرات الساحلية قرب الرباط بشكل منفصل مع وسطاء الأمم المتحدة. ويشمل جدول أعمال المحادثات حكومة وحدة وطنية وملف الأمن.
وقال ممثلو طرابلس إن إحدى النقاط الحساسة ستتعلق بالدور الذي سيلعبه خليفة حفتر وهو حليف سابق للقذافي بدأ العام الماضي حملة عسكرية ضد المتشددين الإسلاميين في بنغازي وعينته الحكومة المعترف بها دوليا قائدا للجيش مؤخرا. ويصفه منتقدون في طرابلس بأنه مجرم حرب.
ويشعر جيران ليبيا في شمال أفريقيا بالقلق من امتداد الصراع ومن تنامي خطر المتشددين الإسلاميين الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقبل قليل من بدء محادثات المغرب قالت القوات الليبية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا إنها ستوقف الغارات الجوية لمدة ثلاثة ايام.
وعلى مدى ثلاثة أيام شنت طائرات حربية من الفصيلين غارات على مطار معيتيقة وموانيء نفطية في الشرق ومطار ببلدة الزنتان الغربية لكن دون حدوث أضرار جسيمة.
وقال مصدر أمني في مطار معيتيقة إن ضربة جوية وقت الظهر أدت الى إصابة موظف في شركة المها التي تسير رحلات جوية لحقل البوري النفطي بجروح طفيفة.
وأعلنت ليبيا حالة القوة القاهرة وأوقفت الإنتاج في 11 حقلا نفطيا في وقت متأخر يوم الأربعاء بسبب تدهور الوضع الأمني بعدما سيطر مقاتلون إسلاميون على حقلي الباهي والمبروك في حوض سرت بوسط البلاد.
وتسبب القتال بالفعل في إغلاق ميناءين نفطيين مهمين هما راس لانوف والسدر. ويبلغ إنتاج ليبيا في الوقت الحالي نحو 400 ألف برميل يوميا أي أقل كثيرا من نصف الانتاج قبل الانتفاضة عندما كان 1.6 مليون برميل يوميا.
وانسحب معظم الدبلوماسيين والشركات الأجنبية من ليبيا في الصيف عندما تصاعد العنف. وسيطرت جماعة فجر ليبيا التي تضم كتائب سابقة من مقاتلي المعارضة معظمها موالية لمدينة مصراتة على العاصمة طرابلس.