القاهرة (رويترز) - يرى كاتب الأطفال المصري يعقوب الشاروني أن هناك تقصيرا عربيا في إصدار دراسات وكتب النقد لأدب الطفل بحجة أنها لا تحقق مبيعات جيدة إلا أن هذا يؤثر سلبا على تطور فن الكتابة للأطفال الذي هو في أمس الحاجة لمواكبة التطورات المتلاحقة وتقديم كل جديد "للقارئ الصغير".
وقال الشاروني "نحتاج حركة نقد حقيقية .. حركة نقد رئيسية حول أدب الأطفال. للأسف الناشرين بوجه عام يرفضون نشر أي دراسات عن نقد أدب الأطفال."
وأضاف "طبيعي أن كتب النقد لن تحقق مبيعات مثلما تحقق الأعمال الروائية.. لكننا في أمس الحاجة إلى الاهتمام بهذه النوعية من الكتب التي اقتصر إصدارها حاليا على الهيئات والمؤسسات الرسمية."
وطرح الشاروني (85 عاما) خلال احتفال أقامه له المجلس الأعلى للثقافة مساء يوم الأربعاء تحت عنوان (يعقوب الشاروني .. 60 عاما من الإبداع) بعضا من خبراته وتجاربه في التعامل مع أجيال متعاقبة مع الأطفال قدم لها مئات الكتب التي حاز عدد كبير منها جوائز محلية ودولية.
وقال إنه لكي يتطور أدب الأطفال يجب أن تكون هناك "دراسات نظرية وتطبيقية" حول ما يصدر من أعمال توجه للطفل في مصر والعالم العربي ودول العالم جميعها حتى تدفع الكتاب لتطوير أنفسهم وأعمالهم.
وعاب على بعض كتاب أدب الطفل المعاصرين انفصالهم عن مجتمعهم فيما يتناولونه من موضوعات أو طرح لقضايا الطفل قائلا "بعض الكتاب اليوم يسيرون على نهج أديبنا الكبير الراحل كامل الكيلاني الذي بدأ كتاباته للطفل عام 1927 ويتبنون نفس القيم والمعالجات التي طرحها رغم تغير المناخ التربوي والنفسي والمجتمعي."
وأضاف "كاتب الأطفال أو الكاتب بشكل عام لابد أن يعيش عصره .. يعيش التطورات التي تجري في عصره. إذا لم يدرك الكاتب التغير الذي يحدث في مجتمعه والقضايا التي يهتم بها المجتمع اعتقد انه سيتخلف كثيرا عن القارئ."
شارك في الاحتفال عدد من الكتاب والنقاد والأكاديميين والشخصيات العامة من بينهم شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف جنوبي القاهرة ورسام الكاريكاتير أحمد عبد النعيم والشاعر شوقي حجاب والملحن الموسيقي هاني شنودة وكاتب الأطفال عبد الرحمن بكر.
أصدر الشاروني أكثر من 400 مؤلف وكتاب وعشرات الدراسات العلمية عن الأطفال وترجمت أعماله إلى خمس لغات من بينها الانجليزية والفرنسية.
من أبرز قصصه للأطفال (سر الاختفاء العجيب) و(مغامرة البطل منصور) و(الرحلة العجيبة لعروس النيل) و(حكاية رادوبيس) و(سلطان ليوم واحد) و(سر ملكة الملوك) و(صندوق نعمة ربنا) و(ليلة النار).
ونال أولى جوائزه عام 1960 عن مسرحية (أبطال بلدنا) التي تسلمها من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ليحصل بعدها على عدد وافر من جوائز أدب الطفل من أبرزها أفضل كاتب أطفال من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية في 1981 وجائزة (الآفاق الجديدة) من معرض بولونيا الدولي بإيطاليا عام 2002.
(تغطية صحفية للنشرة العربية سامح الخطيب- تحرير سيف الدين حمدان) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20160316T205409+0000