من أنجوس مكدوال
الرياض (رويترز) - في خطوة تظهر استمرار الانقسامات بين أعداء الرئيس السوري بشار الأسد قال فصيل مسلح معارض إنه انسحب من اجتماع المعارضة السورية في الرياض يوم الخميس لأن مقترحات المعارضة لاقت تجاهلا.
واستهدفت المحادثات في السعودية جمع نشطاء المعارضة والفصائل المسلحة قبل محادثات سلام مع حكومة الأسد اقترحت عقدها قوى عالمية في اجتماع في فيينا الشهر الماضي.
ودعا بيان صدر في ختام مؤتمر الرياض الذي استمر يومين إلى دولة مدنية ديمقراطية تحتوي الجميع ولا تقصي أحدا. وطالب بضرورة مغادرة الرئيس الأسد سدة الحكم في بداية فترة انتقالية. وحث البيان على الحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية.
لكن جبهة أحرار الشام السورية المسلحة قالت إنها قررت الانسحاب من المؤتمر بسبب عدم اعطاء الثقل الحقيقي "للفصائل الثورية" لا في تمثيلها في المؤتمر ولا في النتيجة التي أسفر عنها.
وأضافت في بيان نشر على حسابها على موقع تويتر أنها تعارض "اعطاء دور أساسي لهيئة التنسيق الوطنية وغيرها من الشخصيات المحسوبة على النظام" السوري.
وقد انعقد مؤتمر الرياض مع تصاعد حدة الصراع في سوريا وتسارع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي لحرب اجتذبت قوى عسكرية إقليمية وتسببت في نزوح ملايين اللاجئين الى الخارج.
واستهدف ممثلو جماعات إسلامية مسلحة وشخصيات معارضة سياسية في المنفى وناشطون يقيمون في دمشق تضييق هوة الخلافات التي أجهضت محاولات سابقة لتوحيد صف معارضي الأسد حول استراتيجية مشتركة.
واتفق المؤتمر على ألا يكون للأسد "وزمرته" أي دور في الانتقال الى الديمقراطية.
وقال منذر أقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ان مؤتمر الرياض اتفق على تشكيل مجموعة قيادة من 25 عضوا تضم ستة أعضاء من الائتلاف وستة من الفصائل المسلحة وخمسة من جماعة مقرها دمشق وثماني شخصيات مستقلة.
وقال أقبيق ان هؤلاء الأشخاص يمثلون كل فصائل المعارضة والشخصيات السياسية والعسكرية وانهم سيصبحون صناع القرارات فيما يتعلق بالتسوية السياسية.
وكان أقبيق يتحدث من الإمارات العربية المتحدة بعد أن اطلع على المحادثات التي جرت صباح يوم الخميس. وقال لرويترز انه سيتم تعيين فريق تفاوضي مستقل من 15 عضوا.
وفي باريس قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المحادثات التي تقودها السعودية لتوحيد صفوف المعارضة السورية حققت تقدما في خطوة هامة على طريق دفع المفاوضات السياسية الرامية إلى إنهاء الصراع السوري.
واستدرك بقوله "حققنا بعض التقدم لكن أمامنا عددا من القضايا الصعبة علينا أن نتجاوزها." وقال كيري إن عقد اجتماع بشأن سوريا في 18 من ديسمبر كانون الأول "لم يصل لطريق مسدود".
كانت القوى الكبرى قد اتفقت في فيينا الشهر الماضي على تنشيط الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب ودعت إلى محادثات سلام تبدأ بحلول يناير كانون الثاني وإجراء انتخابات في غضون عامين.
* لا دور للأسد
وقال عدة مندوبين ان المؤتمر اتفق على ان الأسد ومساعديه يجب الا يقوموا بأي دور في الانتقال الى الديمقراطية. ويمثل هذا موقفا أكثر تشددا من مواقف عدة دول أوروبية تدعم خصوم الأسد.
ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسد الى التنحي بعد وقت قصير من الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكمه في مارس اذار 2011.
ورغم ان جميعهم يقولون ان الأسد يجب ان يرحل في النهاية الا انهم اصبحوا أقل تحديدا بشأن توقيت الرحيل مما يشير الى انهم قد يقبلون بقاءه لفترة مؤقتة.
وكان مصير الأسد واحدا من عدة قضايا تركت دون حل في اجتماع فيينا الشهر الماضي الذي حضرته روسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية وشرق أوسطية بينها السعودية وايران التي تدعم كل منها جانبا من الجانبين المتحاربين في سوريا.