🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

المخاوف من الحرب السورية باقية في قرية حدودية لبنانية

تم النشر 06/07/2015, 16:53
محدث 06/07/2015, 16:55
المخاوف من الحرب السورية باقية في قرية حدودية لبنانية

من مريم قرعوني

القاع (لبنان) (رويترز) - ظلت الجبال المقفرة التي تفصل قرية القاع اللبنانية عن سوريا درعا حمى القرية من الحرب المستعرة في الجانب الآخر ومع ذلك استمرت المخاوف من هجمات صاروخية وعمليات اختطاف واعتداءات عبر الحدود منذ تفجر الصراع في سوريا قبل أكثر من أربعة أعوام.

وفي الأسابيع الأخيرة يقول أهل هذه القرية المسيحية إن الحياة بدأت تعود لطبيعتها بفضل هجوم شنته جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية على مقاتلي المعارضة السورية على الجانب الآخر من الحدود في سوريا.

فقد ساعدت العملية التي ينفذها حزب الله وتستهدف تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا في وقف الصواريخ قصيرة المدى التي تطلق من آن لآخر على القرى الحدودية في لبنان.

ومع ذلك فما زال القلق ينتاب أهل قرية القاع رغم أن حزب الله القوي المدعوم من ايران يقاتل المعارضة المسلحة في المنطقة الحدودية ورغم انتشار الجيش اللبناني لتأمين الحدود.

وقال أب لثلاثة أولاد يدعى ميلاد بيطار "في خوف على الأمن هنا بسبب ما نراه حولنا من أخطار."

ووصف كيف كان شاهدا على صعود نجم الجهاديين في الصفوف الأولى لحركة التمرد على حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وهو لا ينسى قط مصير المسيحيين في العراق وسوريا الذين اضطهدهم تنظيم الدولة الاسلامية. وفي وقت سابق من الحرب السورية تعرض عدد من أهل قرية القاع للاختطاف واحتجزوا طلبا لفدية.

وقال بيطار الذي يملك محطة بنزين "حدودنا قريبة جدا ... لا تبعد سوى كيلومترين فقط عن هنا."

ومثل كثيرين في القاع يملك بيطار سلاحه الخاص الذي اقتناه قبل ثلاثة أعوام ويقول إنه مستعد لاستخدامه إذا دعت الضرورة.

وأضاف "نحتاج للدفاع عن عائلاتنا."

* هجوم مشترك

وكان حزب الله بدأ هجومه على مقاتلي المعارضة في سلسلة جبال القلمون في مايو ايار الماضي في عملية مشتركة مع الجيش السوري.

والدور الذي يلعبه حزب الله له أهمية شديدة في تأمين المناطق الغربية من سوريا حيث يحاول الأسد تشديد قبضته في الوقت الذي تحقق فيه المعارضة السورية مكاسب في أماكن أخرى.

ويوم الأحد قال الجيش السوري وحزب الله إنهما دخلا مدينة الزبداني التي كانت المعارضة تسيطر عليها منذ 2012.

لكن هجوم القلمون له أيضا بعد أمني مهم بالنسبة لحزب الله في لبنان إذ أنه يقضى على الخطر الذي تمثله المعارضة السورية للمناطق ذات الأهمية السياسية والعسكرية في سهل البقاع.

ودور حزب الله في سوريا من القضايا الخلافية في لبنان حيث تنقسم الولاءات بين مناصري الأسد والمتعاطفين مع المعارضة السنية التي تحاول إقصاءه عن الحكم. ويقول المعترضون إن دور حزب الله في سوريا أدى في واقع الأمر إلى زيادة الخطر الذي يمثله الجهاديون السنة على لبنان.

لكن لا يبدو أن هذه الترتيبات لها وزن لدى أهل قرية القاع والقرى الحدودية الشيعية التي تشارك حزب الله مخاوفه من تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة.

وقال المسؤول المحلي منصور سعد "أثبت الزمن لنا أننا كمسيحيين في خطر."

وقرر الالاف من أهالي القرى قتال المعارضة بأنفسهم إذا اقتضى الأمر.

وقال سعد وهو من مؤيدي ميشيل عون السياسي المسيحي حليف حزب الله "هنا نشتري السلاح لأطفالنا قبل أن نختار لهم أسماءهم. وضعنا عدة خطط لكيفية التصرف إذا تعرضنا للهجوم."

* منطقة استراتيجية

والمناطق السورية على الناحية الأخرى من القاع لها أهمية شديدة في الحرب التي سقط فيها ما يقرب من ربع مليون قتيل ولا تلوح في الأفق بوادر انحسارها.

وتقع مدينة حمص السورية على مسافة 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي. أما مدينة القصير التي تدخل فيها حزب الله لسحق المعارضة السورية عام 2013 فتقع على الجانب الآخر من الحدود مباشرة. وبدون السيطرة على حمص لا يستطيع الأسد تأمين ممر يمتد شمالا من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط.

ويظهر الثمن الذي يدفعه حزب الله مقابل دوره في الحرب السورية في مختلف أنحاء القرى الشيعية في المنطقة. فصور الشبان الذين سقطوا قتلى في الاشتباكات معلقة إلى جوار صور زعيم حزب الله حسن نصر الله واللافتات المليئة بشعارات القضاء على الارهاب على الحدود.

وفي قرية سنية في المنطقة من الممكن مقابلة لبنانيين متعاطفين مع المعارضة السورية يشاركونها الرأي أن حزب الله جلب المشاكل لبلاده لكن هؤلاء يترددون في التحدث بصراحه عما يدور في خلدهم.

وأبدى لبناني تعاطفا مع اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على لبنان قائلا "من أخرج السوريين ودمر بيوتهم؟" وقال رافضا ذكر اسمه إن آخرين يشعرون بهذا الشعور أيضا لكنهم يخشون الإفصاح عنه.

ويقيم على أطراف القاع بصفة مؤقتة آلاف اللاجئين السوريين من بين أكثر من مليون لاجيء فروا من الحرب السورية إلى لبنان. لكنهم لا يلقون تعاطفا في قرية القاع التي يعتبرون فيها مصدر تهديد.

وقال سعد المسؤول المحلي "نحن نعتبرهم ‘خلايا نائمة‘ لأنهم هنا بأعداد كبيرة. لا نعرف متى قد يحملون السلاح ويشاركون في الهجوم علينا."

وعلى مسافة غير بعيدة في اتجاه الجنوب مازال آلاف آخرون من اللاجئين يقيمون في بلدة عرسال السنية التي شهدت اشتباكات استمرت عدة أيام وسقط فيها قتلى بين الجيش اللبناني والجماعات الجهادية التي شنت هجوما على المدينة في أغسطس اب الماضي.

وفي قرية لبوة الشيعية القريبة يتذكر أهلها أنهم تعرضوا لقصف صاروخي من عرسال خلال الهجوم.

وقال محمد شريف وهو أب لثلاثة أولاد "ساعتها اضطررنا لحمل السلاح. وأنا حملت السلاح لا من أجل حزب الله أو أي طرف آخر بل من أجل أولادي."

وقد نحى كثيرون من منتقدي حزب الله في القرى الحدودية الشيعية والمسيحية خلافاتهم مع الجماعة جانبا. فهم يرون في الجهاديين خطرا يهدد وجودهم بسبب قربهم من الحدود.

وقال شريف "أنا أختلف مع حزب الله في عدة قضايا لكني في هذه المعركة في جانبهم... فلولا حزب الله لوقعت مذابح هنا."

وأضاف وهو يتحدث في بيته قرب عرسال "إذا قال حزب الله إنه بحاجة لمقاتلين ستجد الآلاف ينضمون لصفوفه من هذه المنطقة. لكنه لا يحتاج لمقاتلين."وتابع "العائلات هنا مستعدة للتضحية بابن أو اثنين أو حتى ثلاثة في هذه المعركة. هذه حرب من أجل الوجود بالنسبة لنا. وإذا اضطررنا لفقد 100 رجل فليكن ما دمنا سنتخلص منهم."

وقال مصطفى الطالب الجامعي من قرية لبوة إن دور حزب الله في القتال على الحدود يحظى بتأييد إجماعي.

وأضاف "ربما يتشكك الناس فيما يفعله حزب الله في إدلب أو حلب لكنك لن تجد هنا من يسأل لماذا يقاتل حزب الله على الحدود الآن."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.