من إنجريد ميلاندر ومراد عزوز
باريس (رويترز) - توجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية وذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط من الهجمات الدامية التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية في باريس والتي قد تحقق مكاسب قوية للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة.
وجرى تعزيز إجراءات الأمن عند مراكز الاقتراع في العاصمة حيث قتل متشددون 130 شخصا في 13 نوفمبر تشرين الثاني في أعنف هجمات بفرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وربما تتقدم الجبهة الوطنية في ست من 13 منطقة بعد الجولة الأولى يوم الأحد. وبلغت نسبة مشاركة الناخبين 16.27 في المئة من 44.6 مليون شخص يحق لهم التصويت بحلول منتصف الأحد أي أعلى بقليل من النسبة التي سجلت قبل خمس سنوات.
وقالت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية لتلفزيون رويترز بعد الإدلاء بصوتها في منطقة هينان-بومونت حيث يتمتع الحزب بشعبية واسعة "ما زلنا في الدورة الأولى لكن يحدونا الأمل في أن نحقق أكبر تقدم ممكن حتى تكون قوة الدفع قوية قدر المستطاع."
وأضافت "أثق بالناخبين لأنهم شاهدونا ونحن نعمل... ولهذا السبب يميلون لنا."
وكما الأحزاب الأخرى المناهضة للهجرة والوحدة الأوروبية في شتى أنحاء أوروبا من المرجح أيضا أن تستفيد الجبهة الوطنية من المخاوف المتعلقة بأزمة اللاجئين كي تفوز بما لا يقل عن منطقة واحدة وربما أكثر في جولة إعادة حاسمة يوم 13 ديسمبر كانون الأول وذلك حسبما ذكرت استطلاعات للرأي.
وحتى الفوز بمجلس إقليمي واحد سيكون انتصارا كبيرا للجبهة التي لم تسيطر مطلقا على مثل هذه الدوائر.
وقال جيروم فوركيه المحلل لدى إيفوب لاستطلاعات الرأي "بعد هجمات 13 نوفمبر شهدنا زيادة واضحة في شعبية الجبهة الوطنية."
وقد تعيد هذه الانتخابات رسم المشهد السياسي وتجعل الحياة السياسية في فرنسا سباقا يضم ثلاثة أطراف مع استعدادها لانتخابات الرئاسة في 2017 بعد هيمنة استمرت عشرات السنين من الاشتراكيين والمحافظين.
وقال آلان ألبيرن من حزب الخضر والذي كان رئيس مجلس محلي سابق في منطقة نور با دو كاليه في شمال فرنسا المرجح أن تفوز فيها ماري لو بان زعيمة الجبهة "هذا مؤشر سيء بالنسبة لفرنسا لأن الجبهة الوطنية تكتسب الشرعية شيئا فشيئا."
وقال لرويترز خارج مركز للاقتراع "الناس لا يدركون ما هو مخبأ لهم."
ويحكم الاشتراكيون فرنساالآن كما أنهم يسيطرون على معظم المناطق ومن المنتظر أن يخسروا معظم المجالس إما لصالح المحافظين بزعامة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أو للجبهة الوطنية رغم ارتفاع شعبية الرئيس فرانسوا أولوند بسبب أسلوب معالجته للهجمات.
وستكون نسبة المشاركة في الانتخابات يوم الأحد ويوم الأحد المقبل أمرا أساسيا في الانتخابات المحلية التي لا يشارك فيها عادة نحو نصف الناخبين بسبب نظامها المعقد المؤلف من دورتين وعدم فهم دورها في الهيكل الإداري المتعدد الطبقات بفرنسا.
وتسيطر المجالس المحلية الفرنسية على وسائل النقل المحلية والتنمية الاقتصادية بالإضافة إلى المدارس الثانوية والتدريب المهني بسلطات معززة بعد تعديل قلص عددها من 22 إلى 13. ولكن في فرنسا ذات الحكم المركزي فإن دورها أقل بكثير من مثيلاتها التي تتمتع بنفوذ في ألمانيا واسبانيا.