من باريسا حافظي وفريدريك دال
فيينا (رويترز) - قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء إن بلاده لا تتوقع انفراجة في المحادثات النووية التي ستجري على مستوى عال مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع لكنها تأمل في أن تساعد المحادثات على تمهيد الطريق لاتفاق نهائي.
ونقلت وكالة انباء فارس تصريحات ظريف بعد وصوله إلى فيينا حيث من المقرر أن يجتمع مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. وسينضم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المحادثات يوم الاربعاء.
جاء تعبير ظريف عن التفاؤل المشوب بالحذر بعد يوم من تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني للتلفزيون الإيراني بأن التوصل إلى اتفاق نووي "مؤكد" وانه لم يتبق سوى "التفاصيل الدقيقة" التي سيتم التفاوض عليها.
ومن المقرر أن تنتهي المحادثات بين إيران والقوى الست - الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وبريطانيا - بحلول نهاية المهلة التي حددوها بحلول 24 نوفمبر تشرين الثاني حيث يأمل دبلوماسيون التوصل إلى اتفاق لانهاء أزمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
وبينما لم يتبق سوى ستة أسابيع يقول مسؤولون غربيون إنه ما زالت توجد خلافات كبيرة خاصة فيما يتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم الذي سيسمح به لإيران في المستقبل وهو برنامج يمكن ان يستخدم في أغراض مدنية وعسكرية.
وقال كيري في باريس يوم الثلاثاء إنه لا يعتقد أن التوصل لاتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني بحلول الموعد النهائي المحدد بيوم 24 من نوفمبر تشرين الثاني سيكون أمرا بعيد المنال. لكنه اشار إلى إنه ما زال يتعين ايجاد حل لكثير من القضايا.
وعندما سئل بشأن تكهنات عن تمديد المحادثات إلى ما بعد انتهاء الموعد المحدد بهدف التوصل إلى تسوية دائمة مع إيران أشار كيري إلى انه سيتوجه إلى فيينا يوم الاربعاء لمحادثات ثلاثية الاطراف مع ظريف واشتون.
ورفض كيري أحاديث المتشككين الذين يتحدثون وكأنهم "يعرفون أكثر مما أعرف" لكنه قال "لست على وشك التكهن."
وقال "لا أعتقد أنه بعيد المنال" لكنه أضاف "لدينا بعض القضايا الصعبة التي يجب ان تحل".
وفي مؤشر آخر على محاولات الاسراع بالمفاوضات قال مكتب اشتون إنها وظريف سيجتمعان مع مسؤولين كبار من وزارة الخارجية من الدول الست في العاصمة النمساوية يوم الخميس بعد يوم من الاجتماع بين دبلوماسيين كبار من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وإيران.
ونقلت وكالة أنباء تاس عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "الشيء الرئيسي بالنسبة لنا الان هو ان الوقت لا يتم اهداره."
وقال دبلوماسي غربي إن الهدف من اجتماع الخميس سيكون تقييم وضع المفاوضات.
وقال مايكل مان المتحدث باسم اشتون إنها "ستعمل بجدية قدر طاقتها" لتحاول التوصل إلى اتفاق جيد بحلول نهاية المهلة. وترأس اشتون فريق التفاوض مع إيران. وأضاف مان "هذا الامر بالغ الاهمية من كل النواحي."
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي احد مفاوضي إيران الرئيسيين قد أثار في الاسبوع الماضي احتمال تمديد المحادثات. لكن مسؤولا بوزارة الخارجية الأمريكية قال إن واشنطن تعتقد انه مازال يوجد وقت للتوصل إلى حل شامل بحلول الموعد المستهدف.
وترفض إيران مزاعم الغرب بأنها تسعى لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية. ورفضت وقف تخصيب اليورانيوم وفرضت عليها عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الامن التابع للامم المتحدة نتيجة لذلك.
وبعد سنوات من تصاعد التوتر أثار فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة التي جرت في العام الماضي ببرنامج لتخفيف عزلة طهران الدولية الآمال في التوصل إلى تسوية دبلوماسية.
ونقلت وكالة فارس عن ظريف قوله "رغم اننا لا نتوقع حدوث انفراجة في المفاوضات الثلاثية (بين ظريف واشتون وكيري) ... فان هذه الجولة يمكن ان تمهد الطريق إلى تسوية نهائية." وأضاف " جدول الأعمال يتضمن حجم تخصيب اليورانيوم وجدول زمني لرفع العقوبات."
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)