💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-اقتتال جماعات المعارضة السورية يفرض تحديا على تركيا وأمريكا

تم النشر 07/12/2015, 00:19
محدث 07/12/2015, 00:30
© Reuters. تحقيق-اقتتال جماعات المعارضة السورية يفرض تحديا على تركيا وأمريكا

من جون دافيسون وسليمان الخالدي

بيروت (رويترز) - تتقاتل جماعات تتلقى دعما من الولايات المتحدة أو حلفائها في شمال سوريا في مواجهات تظهر مدى صعوبة حشد قوات على الأرض لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وبينما كانت تلك الجماعات تتقاتل قبل أن تتوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار يوم الخميس كان تنظيم الدولة الإسلامية يزحف نحو مدينة أعزاز التي كانت نقطة محورية في اشتباكات قرب الحدود مع تركيا.

ويمثل المقاتلون على أحد الجانبين جزءا من تحالف جديد تدعمه الولايات المتحدة يضم فصائل كردية قوية أرسلت لها واشنطن في الآونة الأخيرة مساعدات عسكرية لمحاربة الدولة الإسلامية.

أما خصومهم على الجانب الآخر فهم مسلحون يتلقون على ما يبدو الدعم من تركيا وأيضا من برنامج مساعدات تدعمه الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد أسبوع على الأقل من الاقتتال لا يبدو أن أحد الطرفين قد حقق مكاسب كبيرة ولا تزال الثقة مفقودة إذ يلقي كل جانب باللوم على الآخر في بدء القتال ويقول إنه يتوقع أن يتعرض للهجوم مرة أخرى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إطلاق النار المتقطع ما زال مستمرا.

وسيزيد الاقتتال على الأرجح القلق في تركيا من تزايد نفوذ الأكراد بالقرب من حدودها.

ويفرض أيضا الاقتتال تحديا جديدا على التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يحاول بعد أكثر من عام على بدء قصف الدولة الإسلامية في سوريا الاستعانة بجماعات سورية للقتال على الأرض لكنه يجد أن ما يفرق كثير من هذه الجماعات أكثر مما يجمعها بفعل العداوات بينها.

وتتحكم أعزاز في الوصول إلى مدينة حلب من جهة الحدود القريبة من تركيا. وتقع أيضا في منطقة ترغب في السيطرة عليها الدولة الإسلامية التي أصبحت على مسافة عشرة كليومترات من المدينة يوم الثلاثاء وسيطرت فيما بعد على قرية أخرى مجاورة الأسبوع الماضي.

وشمل الاقتتال فصائل من الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا والتي تعرف باسم الجبهة الشامية ضد وحدات حماية الشعب وجيش الثوار وهما جزء من تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه واشنطن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الصراع في سوريا ومقره بريطانيا إن الجبهة الشامية تتلقى دعما في القتال من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الفصائل المسلحة تلقت دعما جديدا يأتي بشكل مستمر من تركيا حليفة الولايات المتحدة في الحرب على الدولة الإسلامية.

وأضاف عبد الرحمن "جماعات تركية ضد جماعات أمريكية ... هذا غريب."

وعلى الرغم من أن وحدات حماية الشعب الكردية كانت الشريك الأكثر فعالية على الأرض للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية فلا تريد تركيا أن ترى نفوذها يتسع أكثر حتى ولو كانت تحارب الدولة الإسلامية.

ومنذ شهور تتحدث الولايات المتحدة وتركيا عن جهد مشترك لطرد الدولة الإسلامية من الجزء المتبقي من الحدود لكن لا يوجد أي مؤشر على حدوث تقدم في هذا الصدد.

* شكوك راسخة

وقعت الاشتباكات في قرى بين مدينة أعزاز التي يغلب على سكانها العرب ومدينة عفرين التي يغلب على سكانها الأكراد وتقع إلى الجنوب الغربي من أعزاز. وقتل عشرات الأشخاص بينهم 13 مدنيا وتبدلت السيطرة على مساحات صغيرة من الأراضي.

وألقت فصائل المعارضة باللوم على القوات الكردية وحلفائها في محاولة التقدم. لكن متحدثا باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية قال إن جماعات إسلامية بدأت بالهجوم بذريعة إن جماعته كانت واجهة للاكراد.

وفي مدينة حلب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل المعارضة قصفت منطقة يقطنها الأكراد وإن وحدات حماية الشعب الكردية قصفت من هناك طريق إمداد لفصائل المعارضة يربط حلب بأعزاز.

وزادت هذه الخصومة بسبب ارتياب فصائل المعارضة في نوايا الأكراد منذ أمد بعيد.

وقال قيادي من فصائل المعارضة مطلع على الوضع "تختلف الجبهة الشامية وآخرون بشأن من يجب أن يسيطر على منطقة أعزاز ولذلك نشب هذا الاقتتال بينهم وجيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردية... هذا صراع بين جيش الثوار والأكراد وفصائل الجيش السوري الحر."

وقال أبو أحمد الجزراوي القيادي بالجبهة الشامية "ما عندنا رغبة نجتاح مناطقهم. إحنا (نحن) ما عندنا شيء ضد الأكراد هم أخوة بس (لكن) نتمنى على وحدات الحماية واللي (من) معهم أنهم يلتزموا بالاتفاق."

وأضاف الجزراوي "إذا مرة أخرى حاولوا يقتحموا مناطقنا ما راح نتردد في الهجوم عليهم مرة تانية إذا هم حاولوا يقطعوا طريق الاوتستراد اللي (الذي) بنعتمد عليه مع حلب ويؤذوا العالم هنا."

وقال المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية إن معظم القتال على جانبه تقوم به قوات غير كردية على الرغم من أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية تقوم بتعزيزها من عفرين المجاورة.

وقال مقاتل من الجبهة الشامية لرويترز إن القتال بدأ عندما سيطرت وحدات حماية الشعب وجيش الثوار على ثلاث قرى في منطقة أعزاز. وأضاف "أنهم قطعوا طريق الإمداد الرئيسي لنا... ثم نجحنا في طرد هذه القوات."

وتقول فصائل المعارضة المسلحة إن الضربات الجوية الروسية في سوريا التي تستهدف في الأغلب جماعات تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد ولا تستهدف الأكراد شجعت وحدات حماية الشعب الكردية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشاد بقتال الأكراد لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويتهم معارضو الأسد الأكراد السوريين الذين شكلوا حكومتهم الخاصة في مناطق يسيطرون عليها في شمال سوريا بالتعاون معه خلال الصراع المستمر منذ حوالي خمس سنوات لكن الأكراد ينفون ذلك.

وقال المتحدث طلال علي سلو وهو تركماني عضو في جيش الثوار إن أحرار الشام والجبهة الشامية انجروا خلف أكذوبة جبهة النصرة. وأضاف أن وحدات حماية الشعب خاضت القتال في صفوفهم.

وأوضح سلو أنه لا يثق في هذه الجماعات للحفاظ على السلام.

وقال إن رأيه الشخصي أنهم لن يلتزموا بوقف إطلاق النار.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إطلاق نار وقع حتى بعد وقف القتال وأن جماعة معارضة مسلحة شاركت في القتال قالت إنها ليست طرفا في اتفاق الهدنة.

* استراتيجية أمريكية جديدة

ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تشكل في 12 أكتوبر تشرين الأول وحدات حماية الشعب الكردية وعربا وجماعات تمثل قوميات أخرى. وعلى الفور أسقطت الولايات المتحدة ذخيرة لأعضاء التحالف للضغط على الدولة الإسلامية في شمال وشرق سوريا في تحول للسياسة الأمريكية بعد أن تخلت عن برنامج لتدريب وتجهيز قوات المعارضة لقتال الدولة الإسلامية.

وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية أقوى عنصر في التحالف إذ تمكنت من طرد الدولة الإسلامية من مساحات واسعة بشرق سوريا بمساعدة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام.

ويسيطر الأكراد السوريون بالفعل على مساحة تمتد بطول 400 كيلومتر على الحدود السورية التركية. وتخشى تركيا من أنهم يهدفون إلى ربط تلك الأراضي مع عفرين عن طريق الاستيلاء على مناطق إلى الشمال من حلب. وتقاتل أنقرة تمرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا.

وتخضع المنطقة الحدودية على الجانب السوري حاليا لمزيج من فصائل المعارضة والدولة الإسلامية وتعمل تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لهذه المنطقة للقضاء على الدولة الإسلامية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم 17 نوفمبر تشرين الثاني إن الولايات المتحدة سوف تبدأ عملية مع تركيا لاتمام تأمين الحدود السورية الشمالية في إشارة واضحة إلى المنطقة الواقعة إلى الشمال من حلب.

وفي حلب قال المرصد إن فصائل معارضة قصفت حي الشيخ مقصود وإن وحدات حماية الشعب فتحت النار من هناك على الطريق الرئيسي الذي يمتد من شمال المدينة إلى أعزاز.

© Reuters. تحقيق-اقتتال جماعات المعارضة السورية يفرض تحديا على تركيا وأمريكا

وقال عبد الرحمن إن عدد قتلى الاشتباكات غير معروف بشكل نهائي لكن 15 من مقاتلي المعارضة وثمانية من الجانب الكردي لاقوا حتفهم منذ أيام قليلة فضلا عن عدد من المدنيين في الشيخ مقصود.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.