من بيت فليكس
ميناواو (الكاميرون) (رويترز) - كلما سمع إيمانويل علي تالكا أنباء عن تفجير نفذته انتحارية في نيجيريا يتسمر من الخوف على الرغم من أنه وجد أمانا نسبيا في الكاميرون المجاورة.
فر تالكا وهو تاجر عمره 36 عاما من ولاية بورنو النيجيرية من هجمات جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة مع زوجتيه وأربعة من أطفاله لكن أثناء حالة الفوضى انفصل ثلاثة من بناته عن العائلة وشوهدن آخر مرة بينما كان المتشددون يقتادوهن.
والآن يخشى تالكا أن تتحول بناته هابي (سبع سنوات) وداجا ولوكوا (خمس سنوات) إلى انتحاريات.
وقال تالكا لرويترز في مخيم للاجئين بميناواو في شمال الكاميرون حيث نصبت صفوف الخيام في الحقول "افكر فيهن طوال الوقت. لا يمكنني تناول الطعام أو الشراب أو النوم."
وأضاف وهو يغالب دموعه "لا أعرف إن كن على قيد الحياة أم لا. هن صغار جدا ولا تعرفن ما تفعلن أو الدفاع عن انفسهن. أشعر أني أموت."
ويعرف عن جماعة بوكو حرام أنها تستخدم الفتيات في سن العاشرة كانتحاريات. وتشن الجماعة المتشددة حملة مستمرة منذ ست سنوات لإقامة خلافة إسلامية في شمال نيجيريا وتكثف هجماتها على الدول المجاورة في الوقت الراهن.
وشنت القوات النيجيرية هجوما على المتشددين بينما تسعى النيجر وتشاد والكاميرون إلى تضييق الخناق على المتشددين داخل حدود نيجيريا قبيل هجوم بري وجوي تنفذه قوة إقليمية مشتركة تبدأ مهامها في نهاية الشهر المقبل.
لكن هناك قلقا عميقا إزاء محنة أولئك الذين أجبروا على ترك ديارهم بسبب موجات القتال وأعمال القتل.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن عمال الإغاثة يقدرون أن مليون شخص على الأقل في نيجيريا تركوا ديارهم وأن 157 ألفا فروا إلى دول مجاورة.
وفر تالكا وأسرته من منزلهم في نجوشي وهي قرية في منطقة جوزا معقل تمرد بوكو حرام بعد موجات من هجمات المتشددين أسفرت عن مقتل المئات وأجبرت 20 ألفا على الفرار الى الكاميرون في سبتمبر أيلول.
وأمضوا عدة أسابيع يختبئون في التلال القريبة.
ثم في الأول من أكتوبر تشرين الأول تعرضت المنطقة مرة أخرى لهجوم بوكو حرام. وقال تالكا "كانوا يطلقون النار وهربنا إلى اتجاهات مختلفة وفقدت أسرتي."
وفي اليوم التالي وجد زوجتيه وأربعة من أطفاله السبعة. وعبر الحدود إلى الكاميرون حيث يعيش 32 ألف نيجيري في مخيف ميناواو.
وقال تالكا "سوف اعود بمجرد أن اسمع بتحرير نجوشي ... علي أن أجد بناتي مهما كلفني الأمر."