من سكوت مالوني
بوسطن (رويترز) - يشير الكثير من استطلاعات الرأي إلى أن المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب في سباق متقارب نحو الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني لكن ثمة أربعة عوامل ربما يجعل أي منها من الصعوبة بمكان توقع النتيجة.
ومن بين التحديات التي تواجه منظمي استطلاعات الرأي عدم الشعبية التاريخية للمرشحين واستجابة الناخبين المحتملة للاستطلاعات نفسها يوم الاقتراع والتخلي المتنامي عن الهواتف الثابتة لصالح الهواتف المحمولة وزيادة الاستطلاع الإلكتروني.
وتسلط بعض العثرات البارزة في أنحاء العالم -ومنها استطلاعات الرأي التي أخطأت رفض كولومبيا لاتفاق سلام في الثاني من أكتوبر تشرين الأول- الضوء على كيف جعلت التحولات التكنولوجية والاجتماعية والثقافية عمليات الاستطلاع أصعب من أي وقت مضى.
ويظهر متوسط لاستطلاعات الرأي لموقع (ريل كلير بوليتيكس دوت كوم) أن وزيرة الخارجية السابقة كلينتون تتقدم على ترامب وهو رجل أعمال بواقع 5.4 نقطة مئوية. ومما يبرز الصعوبات تباين الفارق بين المرشحين من 13 نقطة لصالح كلينتون إلى تعادلها مع ترامب.
وقال ترامب إنه يجري التلاعب بالانتخابات لتكون في غير صالحه واتهم في مقابلة مع رويترز هذا الأسبوع المؤسسات الإعلامية بتوجيه استطلاعات الرأي ضده عن عمد لكنه لم يقدم بعد أي دليل مقبول على نطاق واسع يدعم هذه المزاعم.
استطلاعات الرأي ربما تؤثر على الإقبال
المأزق الثاني هو تأثير الاستطلاعات نفسها على الناخبين. ويعتقد علماء الاجتماع أن الاستطلاعات يمكن أن تضعف فرص المرشحين المتوقع فوزهم بجعل مؤيديهم أكثر ثقة في النتيجة وبالتالي تقل احتمالات مشاركتهم في التصويت.
وانخفضت نسبة أنصار ترامب الذين يتوقعون فوزه إلى 49 بالمئة في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في الفترة من 20 إلى 24 أكتوبر تشرين الأول من 74 بالمئة في الفترة من 16 إلى 20 سبتمبر أيلول. وارتفعت ثقة أنصار كلينتون في نفس الفترة.
وإذا قاد ذلك إلى زيادة معدل مشاركة أنصار ترامب في التصويت عن أنصار كلينتون فإن ذلك قد يؤثر على نتيجة الانتخابات.
مشكلة الهواتف المحمولة
وأحد أكبر العوامل المؤثرة في عمليات استطلاع الرأي اليوم هو انتشار الهواتف المحمولة. فنحو نصف الأمريكيين لديهم هاتف محمول فقط وليس لديهم خط هاتفي ثابت وفقا لبيانات لجنة الاتصالات الاتحادية وهو ما يزيد على ضعفي عدد الذين لم تكن لديهم وسيلة اتصالات سوى الهواتف المحمولة في 2010.
وهذا يجعل من الأصعب والأكثر تكلفة على منظمي استطلاعات الرأي أن يجمعوا عينة عشوائية حقيقية من الاراء لأن القانون الأمريكي يحظر الاتصال التلقائي عن طريق الكمبيوتر بالهواتف المحمولة ولا يوجد دليل مركزي للهواتف المحمولة.
وتشير تقديرات مركز بيو للأبحاث إلى أن تكلفة إجراء استطلاع للرأي عن طريق الهاتف المحمول يمكن أن تزيد بنسبة 30 إلى 50 بالمئة عن الهاتف الثابت بسبب شروط الاتصال بالأرقام يدويا. ويدفع هذا مؤسسات استطلاعات الرأي إلى الاعتماد بشكل عام على أحجام عينات أقل للخروج بالنتائج.
الاستطلاعات الإلكترونية
تجري مؤسسات أخرى لاستطلاعات الرأي مثل رويترز/إبسوس استطلاعاتها عبر الإنترنت. وهذا يمكنها من الوصول إلى أعداد كبيرة من الأشخاص بتكلفة أقل. لكن لأن المشاركين هم متطوعون في الكثير من الحالات وليسوا مختارين عشوائيا فإن ذلك قد يؤدي إلى احتمال تجاهل شرائح من الناخبين.
ويمكن أن تشكل الاستجابة الأقل وغير الدقيقة في كل من استطلاعات الرأي عبر الهاتف المحمول والإنترنت تحديا لمنظمي استطلاعات الرأي الذين يتعين عليهم أن يعدلوا النتائج ليواكبوا العالم الفعلي. ولإنجاز هذا فإنهم يولون أهمية أكبر بآراء أنواع من الناخبين تمثيلهم منخفض في استطلاعاتهم.
ويستخدم منظمو الاستطلاعات الاحصاءات السكانية والخبرة والحدس لفعل هذا. فعلى سبيل المثال إذا كانت نسبة الرجال الذين يستجيبون لاستطلاع أقل من نسبتهم بين إجمالي السكان فإن منظم الاستطلاع سيعدل النتيجة في محاولة لمساواة ذلك مع الواقع.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)