💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-غيوم التشوش تخيم على أجواء التحالف الإسلامي بقيادة السعودية

تم النشر 16/12/2015, 20:26
© Reuters. تحليل-غيوم التشوش تخيم على أجواء التحالف الإسلامي بقيادة السعودية

من أنجوس مكدوال

الرياض (رويترز) - يوجد سؤال يؤقف بعض الأعضاء الرئيسيين في التحالف المؤلف من 34 دولة إسلامية والذي أعلنت السعودية قيامه: السؤال ببساطة هو: ما هو هذا التحالف؟

لم تكن إندونيسيا تعلم أنه سيكون تحالفا عسكريا. وهذا تجمع لا تريد الانضمام إليه. وقال برلماني رفيع إنه لم يعلم بالأمر إلا من مراسل لرويترز.

وبينما رحبت حكومات غربية بالتحالف الإسلامي الجديد إلا أن الغموض يكتنف كيفية عمل التحالف.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الثلاثاء "نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف."

وتكشف فيما يبدو تعليقات عدد من الدول المشاركة عن ثغرات في إعدادها من جانب الرياض التي طرحت على شركائها مبادرة للانضمام لمركز تنسيق ثم أعلنت عن تحالف عسكري.

عندما أعلن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن المجموعة الجديدة في مؤتمر صحفي مفاجئ في منتصف الليل استخدم عبارة "التحالف الإسلامي العسكري" وهو وصف أثار فيما يبدو دهشة لدى بعض الحكومات المشاركة فيه.

قال أرماناثا ناصر المتحدث باسم وزارة الخارجية في إندونيسيا -أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان- إن وزير الخارجية السعودي اتصل بجاكرتا مرتين خلال الأيام القليلة الماضية يسألها الانضمام إلى "مركز للتنسيق في مواجهة التطرف والإرهاب".

وأضاف "ما أعلنته السعودية هو تحالف عسكري... لذا فمن المهم أن تطلع إندونيسيا على التفاصيل أولا قبل أن تقرر ما إن كانت ستسانده." لم تكن جاكرتا قد اتخذت قرارا بعد بشأن الانضمام للمجموعة.

ثم خرج وزير الأمن لاهوت باندجايتان في وقت لاحق ليقول "لا نريد أن ننضم لتحالف عسكري."

وخلال لقائه بالصحفيين يوم الثلاثاء صور الجبير التحالف في صورة جمع سيسمح لدوله الأعضاء بطلب أو عرض المساعدة فيما بينها في مواجهة الجماعات التي تعتبرها إرهابية.

وقال الجبير إن تلك المساعدة يمكن أن تشمل القوة العسكرية أو المساعدة المالية أو الخبرة الأمنية وسيكون مقرها دائم في الرياض. إلا أن المزيد من تفاصيل الخطة مازال يخضع للنقاش.

وبدا أن لدى المسؤولين الذين اتصلت بها رويترز في عدد من الدول الأربع والثلاثين التي قالت الرياض إنها وقعت على الانضمام للتحالف مفاهيم مختلفة عما تستتبعه المشاركة في التحالف فعليا في حين قال البعض إن بلدانهم لم تبلغ بالأمر رسميا.

وفي اتصال هاتفي أجرته رويترز قالت سهار كمران العضو بلجنة الدفاع التابعة لمجلس الشيوخ الباكستاني والتي عاشت بالسعودية سنوات طويلة إن هذه أول مرة تسمع فيها بهذا التحالف.

وقالت "لم أسمع بالخبر بعد." وسئلت إن كان هذا نوقش في مجلس الشيوخ أو الجمعية الوطنية فأجابت "لا. ليس بعد."

ونقلت صحيفة (دون) اليومية عن وكيل وزارة الخارجية إعزاز تشودري قوله إنه فوجئ بخبر مشاركة إسلام اباد منشورا وإنه يسعى لتفاصيل من الرياض.

* تشوش

مثل هذا النهج المشوش إزاء المشروع قد يقوض هدفه الذي لا يتمثل فقط في إنشاء مجموعة فعالة لمحاربة التشدد بل أيضا في تبديد ظنون الغرب في أن البلدان المسلمة لا تبالي بخطر تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الأسابيع الأخيرة ترددت شكاوى بين أجهزة إعلامية وسياسيين في دول غربية من أن السعودية لا تبدي نفس اهتمام الغرب بتدمير التنظيم عسكريا أو التصدي لفكره المتشدد.

هم يعتبرون أن الوهابية بالسعودية هي منبع الفكر الجهادي ويقولون إن قرار المملكة خوض حرب باليمن بدلا من نشر مزيد من القوات للتصدي للجهاديين يظهر أنها لا تولي أولوية لذلك الخطر.

وترفض الرياض دوما هذه الاتهامات مشيرة إلى سجنها مؤيدين لتنظيم الدولة الإسلامية واستخدام كبار رجال الدين في شجب الجماعات المتشددة ومشاركتها في غارات جوية في سوريا وعملها مع الولايات المتحدة لإغلاق قنوات تمويل المتشددين.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الثلاثاء إن بلاده تعرضت للانتقاد في أوروبا وبصفة خاصة في فرنسا بسبب التطرف وبسبب تنظيم الدولة الإسلامية معبرا عن اعتقاده بأن تلك الأقاويل لا تستند لمعرفة بالحقائق.

وقال دبلوماسيون في الرياض إن تركيز السعودية على اليمن بدلا من سوريا يرجع في جانب منه إلى أنها تعتبر الحرب الأهلية في اليمن المجاور خطرا أشد إلحاحا على أمنها وفي جانب آخر إلى عدم موافقتها على الاستراتيجية المتبعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

* طائفية

في السعودية وافقت هيئة كبار العلماء سريعا على الاقتراح وأصدرت المملكة بيانا تحث فيه كل الدول الإسلامية على الانضمام للتحالف.

وقال الجبير إن المجموعة المناهضة للإرهاب لن تنتهج مسارا عسكريا وأمنيا ومخابراتيا وحسب بل وفكريا أيضا. أما إن كان إطلاق المزيد من التصريحات التي يندد فيها رجال الدين الوهابيون بالتشدد سيقضي على الانتقادات الغربية.. فمحل شك.

يغالي الإعلام الغربي عادة في عقد أوجه شبه بين الفكر الوهابي وفكر تنظيم الدولة الإسلامية الأكثر تطرفا بكثير كما أنه لا يشير إلى حرب الكلمات وتبادل الاتهامات بالحياد عن صحيح الدين بين رجال الدين السعوديين ودعاة الفكر الجهادي.

لكن المسؤولين السعوديين نادرا ما يقرون أيضا بوجود صلة بين الفكر المتشدد وبين عدم التسامح مع الآخر الذي ينطوي عليه جانب من معتقداتهم.

فالجماعات المتشددة تتبع تفسيرا متطرفا للشريعة كما أن دعاتها يعتبرون الشيعة خارجين عن الدين ويروجون لمفهوم الجهاد ويحضون على كراهية الكافرين ويؤيدون تطبيق عقوبات قاسية على المخالفات الدينية.

وأحد العوامل التي دفعت البعض لتأييد تنظيم الدولة الإسلامية زيادة الغضب الطائفي الذي نبع في معظمه من حروب بالوكالة نتيجة صراع سياسي بين السعودية ذات المذهب السني وإيران الشيعية المذهب.

ومن ثم بدا أن غياب إيران وحليفيها العراق وسوريا من تحالف الرياض يوحي بأنها قد تأمل في النهاية في استخدام تحالفها الإسلامي ضد الإرهاب كتكتل سني يعزل حلفاء طهران من الشيعة العرب.

وتصف الرياض جماعة حزب الله اللبنانية وقوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية -اللتين كيلت لهما الاتهامات بقتل مدنيين سنة وإن كانتا أعداء للدولة الإسلامية على أرض المعركة- بأنهما جماعتان إرهابيتان.

قال الخبير الأمني مصطفى العاني الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية "أعتقد فعليا أن هذا يتعلق في جانب منه بالإرهاب الشيعي لأن ما من أحد يبذل أي جهد في التصدي لذلك."

© Reuters. تحليل-غيوم التشوش تخيم على أجواء التحالف الإسلامي بقيادة السعودية

فهل هذا الهدف سيجمع عليه معظم شركاء الرياض الجدد في التحالف الذي يضم دولا تربطها علاقات ودية بإيران؟ يبدو هذا غير مرجح.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.