💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

تحليل-وسط تركيز ترامب على "أمريكا أولا".. الصين تتولى دور قيادة العالم

تم النشر 25/01/2017, 13:55
© Reuters. تحليل-وسط تركيز ترامب على "أمريكا أولا".. الصين تتولى دور قيادة العالم
USD/CNY
-

من بن بلانشارد

بكين (رويترز) - تعمل الصين في هدوء على بلورة طموحاتها في قيادة العالم من التجارة إلى التغيرات المناخية بإبراز الاختلافات بين حزم الرئيس شي جين بينغ في إدارة دفة الأمور وبين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي اتسمت أيامه الأولى بمشاحنات مع وسائل الإعلام واحتجاجات.

فقبل أيام فقط من تولي ترامب منصبه وقف شي بكل ثقة في سويسرا باعتباره المتحدث الرئيسي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ودافع دفاعا شديدا عن العولمة ونوه برغبة بكين في لعب دور أكبر على الساحة العالمية.

وحتى في قضية بحر الصين الجنوبي الشائكة لم تسقط بكين في شراك ما صدر عن البيت الابيض من تصريحات هذا الأسبوع عن "الدفاع عن الحقوق الدولية" في هذا الممر المائي المتنازع عليه. بل إن الصين أكدت رغبتها في السلام ووجهت نداء متحفظا لواشنطن أن تحسب حسابا لكل ما يصدر عنها.

وقال الميجر جنرال المتقاعد لو يوان أحد الشخصيات المرموقة في الجيش الصيني والمعروف عنه ميله للتشدد في العادة في مدونته هذا الأسبوع "أنتم عندكم شعاركم ‘أمريكا أولا‘ ونحن عندنا ‘مجتمع مصير البشرية المشترك‘."

وأضاف "عندكم ‘بلد مغلق‘ وعندنا ‘حزام واحد وطريق واحد‘" في إشارة إلى برنامج طريق الحرير الجديد للتجارة والاستثمار الذي تنفذه الصين وهو مشروع يتكلف مليارات الدولارات.

ورغم أن الصين قالت مرارا إنها لا تريد القيام بالدور التقليدي الذي قامت به الولايات المتحدة في قيادة العالم فقد سلم دبلوماسي صيني كبير هذا الأسبوع بأن هذا الدور قد يفرض فرضا على الصين.

وقال جانج جون المدير العام لإدارة الاقتصاد الدولي بوزارة الخارجية الصينية "إذا كان هناك من سيقول إن الصين تلعب دورا قياديا في العالم فأنا أقول إن الصين ليست هي من يندفع إلى الصدارة بل أن من هم في الصدارة يتقهقرون فيخلون هذا الموقع للصين."

* تعزيز

تعززت تلك الرسالة هذا الأسبوع عندما سحب ترامب الولايات المتحدة رسميا من اتفاقية الشراكة عبر الهادي مباعدا بذلك ما بين أمريكا وحلفائها الآسيويين.

وقالت عدة دول من الأعضاء الباقين في الاتفاقية إنها ستتطلع الآن لضم الصين للاتفاقية مع تعديلها أو تسعى لإبرام اتفاقيات تجارة حرة بديلة مع بكين.

وقالت سو شياو هوي الباحثة في معهد الصين للدراسات الدولية الذي تدعمه وزارة الخارجية الصينية في الطبعة الدولية من صحيفة الشعب اليومية عن القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاقية "في كثير من المحافل المهمة متعددة الأطراف قدم زعيم الصين مقترحات صينية مضيفا زخما إيجابيا للتنمية العالمية."

وأضافت "في عملية التكامل الاقتصادي لمنطقة آسيا المحيط الهادي وبالمقارنة مع دول بعينها تحمل في ذهنها على الدوام دورها القيادي فإن ما تهتم به الصين أكثر من غيره هو ‘المسؤولية‘ و‘التعزيز‘."

وتمثل استضافة الصين لمؤتمر دولي عن مبادرتها "حزام واحد وطريق واحد" في مايو أيار فرصة تبرز فيها بكين زعامتها في عالم الاستثمار والبنية التحتية العالمية.

وقال مصدر دبلوماسي مطلع على سير الاستعدادات للمؤتمر إن من المرجح أن تعقده الصين في مركز المؤتمرات الفاخر الذي استضافت فيه قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي عام 2014 مهيئة بذلك المسرح لأبرز حدث دبلوماسي يحضره الرئيس هذا العام.

وقال الدبلوماسي "الصين ستدعو الجميع تقريبا".

ومن المجالات الأخرى التي تحرص الصين على أن تظهر فيها بمظهر قيادي التغير المناخي. فقد سخر ترامب من قبل من قضية التغير المناخي واعتبرها "أكذوبة" وتعهد خلال الحملة الانتخابية بسحب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ المبرم في باريس.

وقال لي جون هوا رئيس إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية الصينية إن العالم يشعر بالقلق للتغيرات المناخية وما إذا كانت الدول ستحترم التزاماتها بموجب اتفاق باريس.

وأضاف في تصريحات للصحفيين "فيما يخص الصين أوضح رئيسي تمام الوضوح أن الصين ستؤدي دورها."

ولم يكن هذا هو الحال على الدوام. فقد مرت الصين بعملية تعلم طويلة وصعبة حتى تصبح قوة أكثر إحساسا بالمسؤولية.

ففي عام 2013 احتدت الصين في نزاعها القديم مع مانيلا في بحر الصين الجنوبي ولم تقدم سوى قدر يسير من المساعدات للفلبين بعد أن اجتاحها الإعصار هايان الأمر الذي أطلق صيحة استنكار نادرة في صحيفة جلوبل تايمز الشعبية التي تديرها الدولة فقالت إن ذلك سينال من مكانة الصين الدولية.

كذلك فإن المهمة لن تكون سهلة. فالصين لن تتراجع في قضايا جوهرية بعينها ومنها موقفها من تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وفي أول رد فعل رسمي على تولي ترامب منصبه حثت وزارة الخارجية الصينية إدارته على التفهم الكامل لأهمية مبدأ "الصين الواحدة" الذي شكك فيه ترامب والذي تعترف واشنطن بمقتضاه بسيادة الصين على تايوان.

كما تتوقع الصين في ظل إدارة ترامب أن تتركها الولايات المتحدة وشأنها في قضية حقوق الإنسان التي لازمت العلاقات مع واشنطن منذ فترة طويلة.

ونوه حساب الطبعة الدولية من صحيفة الشعب اليومية الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم على تطبيق (وي تشات) تنويها ينم عن الاستحسان يوم السبت إلى أن خطاب التنصيب الذي ألقاه ترامب لم يرد فيه ذكر لكلمة الديمقراطية أو تعبير حقوق الانسان.

© Reuters. تحليل-وسط تركيز ترامب على "أمريكا أولا".. الصين تتولى دور قيادة العالم

وأضاف "ربما بالنظر للوراء يتضح أن هذه الأمور تعرضت لمبالغات شديدة" من جانب الساسة الأمريكيين.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.