ديار بكر (تركيا) (رويترز) - قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن التركية كثفت عملياتها التي تستهدف المسلحين الأكراد في بلدات بجنوب شرق البلاد يوم الأربعاء في الوقت الذي نشرت فيه وسائل إعلام موالية للحكومة خططا تفصيلية لنشر قوة قوامها 10 آلاف فرد لاستعادة سيطرة الدولة على المنطقة.
وخيم الصراع بين قوات الشرطة والجيش ومقاتلي حزب العمال الكردستاني على جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية منذ يوليو تموز الماضي عندما انهار اتفاق لوقف إطلاق النار مما قوض عملية السلام التي بدأت قبل نحو ثلاثة أعوام.
وتعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يوم الثلاثاء بمنع حزب العمال الكردستاني من "نشر الحريق" من سوريا والعراق إلى تركيا عن طريق فرض السيطرة على البلدات مثلما فعل الجيش في مناطق جبلية ينشط فيها مقاتلو الحزب.
وقال مسؤولون حكوميون إن شخصا لقي مصرعه في اشتباكات في بلدة الجزيرة القريبة من الحدود مع سوريا التي تم فرض حظر تجول بها منذ مساء الاثنين. وذكرت وكالة أنباء (فرات) الكردية أن صبيا يبلغ من العمر 11 عاما لقي مصرعه رميا بالرصاص.
وأعلن الجيش التركي أن ثمانية مسلحين أكرادا قتلوا في الجزيرة يوم الثلاثاء بعدما أطلقوا النار على الجنود خلال عملية أمنية.
وقال سكان في بلدة سيلوبي التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود العراقية إن انفجارات هزت المدينة في وقت مبكر يوم الأربعاء وقال نواب من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد إن قوات الأمن بدأت في مداهمة منازل.
وكتب ايجان ايرمز عضو البرلمان المنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي عن منطقة سيرناك على حسابه على تويتر "بدأ جنود الجيش والشرطة في سيلوبي في تكسير الأبواب وتنفيذ عمليات مداهمة للمنازل". ونشر مع تغريدته صورة لعشرات الجنود على رصيف في الشارع.
وقال أحد السكان الذي امتنع عن ذكر اسمه لرويترز "طوال الليل خاصة خلال الفترة ما بين الساعة الثانية والثالثة والنصف صباحا سمعنا دوي قصف مكثف."
وأضاف "من المستحيل أن نخرج لمشاهدة ما يحدث. مجرد الخروج للشرفة يعتبر مخاطرة."
وقالت صحيفة خبر تورك إنه سيتم نشر نحو 10 آلاف فرد من قوات الشرطة والدرك في عملية كبيرة تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني ولإزالة الخنادق وحواجز الطرق التي أقاموها في المناطق الحضرية لعرقلة تحركات قوات الأمن.
العمليات مستمرة
قال نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك في مقابلة أجرتها معه قناة بلومبرج اتش.تي التلفزيونية "عملية اليوم والعمليات التي ستعقبها ضرورية للغاية. كيف يمكن ترك قطاع الطرق ينزلون إلى المدن؟ سنقوم بهذا الكفاح بقوة وسنستمر في فعل ذلك."
وكتب نائب آخر من حزب الشعوب الديمقراطي يدعى فرحات انجو على تويتر يقول إن قوات الأمن المدعومة بالدبابات شنت هجمات في سيلوبي وإن المستشفي الحكومي في المدينة يستخدم كقاعدة للجنود والشرطة.
وقالت فيجن يوكسيكداج الزعيمة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي لنواب الحزب في ديار بكر يوم الثلاثاء إن 200 ألف شخص شُردوا في جنوب شرق البلاد خلال الشهور الأخيرة نتيجة النزاع الذي اجتاح مناطق خاضعة لحظر التجول يقطنها نحو 1.3 مليون شخص.
وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في عام 1984، ولقي أكثر من 40 ألف شخص مصرعهم في هذا النزاع. وتوقفت محادثات السلام بين الحزب والدولة في مطلع العام الحالي. وتدرج تركيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية.