واشنطن (رويترز) - قالت جماعات اغاثة ولاجئين إن تصريحات بن كارسون -الذي يسعى لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية باسم الحزب الجمهوري- بعد أن زار مخيما للاجئين السوريين في الأردن تنم عن عدم ادراك لحجم الأزمة العالمية وتعقيدها.
وفي مطلع الأسبوع زار كارسون وهو من أبرز المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2016 مخيم الزعتري في الاردن للاجئين الفارين من الحرب السورية.
وخلال مقابلات تلفزيونية جرت معه يوم الاحد قال كارسون -وهو جراح أعصاب متقاعد واجه انتقادات متزايدة بشأن قدراته في مجال السياسة الخارجية- إنه وجد المنشآت هناك "لطيفة للغاية" وإن اللاجئين عليهم أن يبقوا هناك أو أن يعودوا الى سوريا بدلا من أن يجيئوا الى الولايات المتحدة.
وامتدحت شانون سكريبنر مديرة السياسات الانسانية في أوكسفام أمريكا كارسون لزيارته المخيم الذي يعيش فيه 84 ألف لاجيء ولتسليطه الضوء على الحاجة الى مزيد من التمويل.
واستطردت "لكن ما لم أسمعه منه هو الحل السياسي المطلوب. لوقف تدفق اللاجئين يجب وقف القتال فعليا."
وأضافت أن كارسون فشل أيضا في مناقشة اعادة توطين اللاجئين كجزء من الحل. وأشارت الى أن الغالبية تريد العودة الى سوريا يوما لكن البعض غير قادر على ذلك ولا أحد يريد البقاء في المخيمات.
وقال كارسون لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية إن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين يريدون العودة الى سوريا. وأضاف "لكنهم راضون بالبقاء في مخيمات اللاجئين اذا تم تمويل مخيمات اللاجئين بشكل مناسب. ضع في اعتبارك انهم في هذه المخيمات لديهم مدارس ومنشآت ترفيهية لطيفة حقا."
وعلقت ميلاني نيزير وهي مديرة سياسية في وكالة (اتش.آي.ايه.اس) اليهودية غير الربحية التي تعمل مع اللاجئين على مستوى العالم "ليست (المخيمات) لطيفة على الاطلاق."
وتقول الوكالة إن مخيم الزعتري -وهو أحد مخيمين في الاردن- ممتليء عن آخره أما الثاني وهو مخيم الأزرق فلا يوجد به كهرباء وينطوي على مخاوف أمنية خاصة بالنسبة للنساء. وقال عمال الاغاثة إن اللاجئين يعيشون في الصحراء ولا يستطيعون العمل وكثيرون يحلمون بالعودة الى حياتهم السابقة كأفراد من الطبقة الوسطى.
وقالت سكريبنر "لا أحد يريد ان يكون لاجئا."
وانتقد كارسون ومرشحون محتملون آخرون من الحزب الجمهوري خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقبول عشرة آلاف لاجئ سوري خلال العام المقبل متعللين بخطر محتمل من تسلل إرهابيين وسطهم. لكن حكومة أوباما أكدت تطبيق عملية الفحص والتدقيق في برنامج اللاجئين.
ودعا كارسون أيضا الى زيادة المساعدات الامريكية للجهود الاقليمية للتعامل مع اللاجئين. وقال "اذا فعلت ذلك حللت هذه المشكلة دون ان تعرض الشعب الأمريكي لHناس يمكن أن يتسلل وسطهم ارهابيون يريدون تدميرنا."
ولا تعيش الغالبية العظمى لما يصل الى أربعة ملايين لاجيء فروا من سوريا منذ بدء الحرب الأهلية عام 2011 في مخيمات لاجئين بل معظمهم منتشر وسط السكان في الدول المضيفة. وتقول جماعات اغاثة انه في الاردن نحو 20 في المئة فقط من بين أكثر من 620 ألف سوري مسجل يعيشون في مخيمات.
وقالت ناعومي ستاينبرج مديرة (رفيوجي كاونسل يو.اس.ايه) "القول بأن حل مشكلة اللاجئين السوريين في الاردن هي ببساطة ضخ المزيد من الأموال في مخيمات اللاجئين في الاردن هو أمر مشين."
ورفضت التعليق تحديدا على رحلة كارسون لكنها قالت "أن تزور الأردن وتزور المخيمات وتعتقد أن هذه هي الصورة الكاملة شيء غير دقيق."
واستضافت دول الجوار تركيا ولبنان والأردن أعدادا كبيرة من اللاجئين. واشارت نيزير الى أن اللاجئين السوريين يمثلون نحو ربع من يعيشون في لبنان.
ولم يقدم كارسون تفاصيل تذكر عن كيف سيهزم تنظيم الدولة الاسلامية ويعيد الاستقرار الى سوريا حتى يتمكن اللاجئون من العودة الى بلادهم.
وقالت نيزير إن تصريحاته تنم عن فهم سطحي لحجم أزمة اللاجئين السوريين.
وقالت "يمكن ان أشاهد جراحة في المخ ليوم أو يومين لكن هذا لن يجعلني جراحة مخ. لا يمكن أن تدرك حجم هذه الأزمة والتعقيدات العالمية الخاصة بها بمجرد قضاء يوم أو يومين لتبادل أطراف الحديث مع عدد من اللاجئين في موقع واحد."
