من آري رابينوفيتش
القدس (رويترز) - أضرم فلسطينيون النار في قبر يقدسه اليهود بالضفة الغربية المحتلة وطعنوا جنديا إسرائيليا قرب الخليل يوم الجمعة فيما استعرت التوترات نظرا لأعمال عنف مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو مئة شخص اقتحموا قبر يوسف في مدينة نابلس وإن قوات الأمن الفلسطينية التي وصلت الموقع قامت بإبعادهم لكن ليس قبل أن يضرموا النار في أجزاء من القبر.
وأضاف الجيش أنه بعد ذلك بساعات طعن فلسطيني متنكر كصحفي جنديا إسرائيليا بسكين قبل أن يقتل بالرصاص. ووقع الهجوم قرب الخليل في الجزء الجنوبي من الأراضي المحتلة.
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز المهاجم الفلسطيني وقد أحاط به جنود إسرائيليون وهو يتدحرج على الأرض مرتديا سترة صفراء كتب عليها "صحافة". وكان يحمل سكينا في يده.
وقالت رابطة الصحافة الأجنبية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية انها تشجب الهجوم ودعت مؤسسات الإعلام الفلسطينية إلى التحقق من وثائق اعتماد كل العاملين بها.
وقال الجيش في بيان عن هجوم قبر يوسف "نعتبر هذه الحادثة أمرا خطيرا وندين بشدة أي هجوم على مواقع مقدسة. سنعثر على من أضرموا النار وسنعتقلهم."
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالهجوم في أوضح نداء حتى الآن لإنهاء العنف الذي تجدد. وأمر باصلاح الاضرار وبدأ تحقيقا في الحرق المتعمد.
وذكر بيان صدر من مكتبه ان عباس "أكد رفضه المطلق لمثل هذه الأعمال وأية أعمال خارجة عن النظام والقانون والتي تسيء إلى ثقافتنا وديننا وأخلاقنا."
واندلعت اعمال عنف في قطاع غزة عندما اقترب فلسطينيون من السياج الحدودي مع إسرائيل. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إنهم ألقوا حجارة على الجنود الذين فتحوا النار وقتلوا فلسطينيا وأصابوا 27 آخرين. وقالت متحدثة باسم الجيش إن القوات "تعمل لمنع تصاعد أعمال العنف باستخدام وسائل تفريق أعمال الشغب وإطلاق النار نحو المحرضين الرئيسيين."
وشهدت القدس والضفة الغربية المحتلة اضطرابات هي الأسوأ منذ سنوات وقتل خلالها 35 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين.
وذكرت الشرطة أن من ضمن القتلى الفلسطينيين 11 مهاجما بالسكاكين بالإضافة إلى أطفال ومحتجين قتلوا بالرصاص في مظاهرات عنيفة. وتوفي رجل في غزة يوم الجمعة من جروح أصيب بها في اشتباك قبل اسبوع.
وقتل إسرائيليون في الشوارع أو في حافلات في هجمات عشوائية.
وسيعقد مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اجتماعا خاصا لمناقشة الوضع. وليس من المقرر إصدار قرار يوم الجمعة لكن ربما تكون هناك محاولة لحمل المجلس على إصدار بيان يحث الجانبين على الحد من العنف.
ودعت حماس التي تسيطر على قطاع غزة إلى "المشاركة الفاعلة والواسعة والغاضبة في مظاهرات ومواجهات" اليوم الجمعة في كل مدن الضفة الغربية.
وقال إسماعيل هنية القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة "قرارنا مواصلة الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي."
وتفجرت الاضطرابات لأسباب منها غضب الفلسطينيين بشأن ما يرون أنه تعد متزايد من اليهود على حرم المسجد الأقصى.
وتقول إسرائيل إنها تحافظ على الوضع القائم للحرم.
وقال دوري جولد المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية "إحراق قبر يوسف يبين بقوة ما سيحدث في الاماكن المقدسة في القدس اذا كانت في أيدي القيادة الفلسطينية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يعتزم السفر للشرق الأوسط قريبا في محاولة لتهدئة العنف.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه مستعد للاجتماع مع عباس للمساعدة على استعادة الهدوء.
(شارك في التغطية نضال المغربي وعلي صوافطة - إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)