من طارق عمارة
تونس (رويترز) - أصبح حزب النهضة الاسلامي الكتلة البرلمانية الأولى في تونس بعد أن استقال مزيد من نواب حزب نداء تونس العلماني يوم الاثنين احتجاجا على ما قالوا إنه سعي لتوريث الحزب لنجل الرئيس التونسي.
وأعلن 11 نائبا من نداء تونس الاستقالة يوم الاثنين من كتلة الحزب- الذي أسسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بعد ثورة 2011- بعد موجة استقالات بدأت نهاية الأسبوع الماضي وشملت 17 نائبا.
وبهذه الاستقالات الجديدة من نداء تونس الذي يعاني من انقسامات حادة أصبح حزب النهضة الإسلامي الذي يمتلك 69 مقعدا في الصدارة متقدما على نداء تونس الذي تراجع عدد نوابه إلى 58 نائبا في البرلمان الذي يضم 217 عضوا.
ولن تشكل استقالة نواب من نداء تونس تهديدا لاستقرار الحكومة على الأرجح لكنها تأتي في وقت حساس تكافح فيه البلاد لاحتواء الخطر المتزايد للجماعات الجهادية وإنعاش الاقتصاد العليل.
ويتهم النواب المستقيلون حافظ قائد السبسي نجل الرئيس وجماعته بالسعي للسيطرة على الحزب وفرض مسار غير ديمقراطي.
وقالت صابرين القوبنطيني وهي نائبة مستقيلة إنها استقالت يوم الاثنين مع مجموعة أخرى من النواب مضيفة أن عدد النواب المستقيلين من الكتلة والحزب بلغ 28 نائبا متوقعة أن يرتفع عدد المستقيلين.
وأضافت لرويترز "الاستقالات هي احتجاج على تغيير مسار الحزب باتجاه الاقصاء والسيطرة على الحزب وتوريث ابن الرئيس وهو ما حصل بالفعل عقب مؤتمر الحزب أمس الاحد."
ويواجه الباجي قائد السبسي رئيس البلاد انتقادات بأنه يحاول توريث ابنه قيادة الحزب لإعداده لمنصب سياسي أهم. لكن رئاسة الجمهورية تنفي هذا كما تنفي أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتصارعين وتستنكر الزج بها في خلافات الحزب الداخلية.
ويوم الأحد انتخب السبسي الابن أمينا عاما وممثلا قانونيا لنداء تونس ضمن قيادة جماعية للحزب في ختام مؤتمر عقد بسوسة وهو ما عزز مخاوف منتقديه الذين قالوا إنها خطوة تكرس فعليا هيمنته على الحزب.
وتأتي الاستقالات لتعمق الانقسام في حزب نداء تونس بعد أيام من إعلان الأمين العام والقيادي بحزب نداء تونس محسن مرزوق الانشقاق عن نداء تونس والاستعداد لتأسيس حزب جديد.
ويوم الاحد حشد مرزوق أعدادا كبيرة من أنصاره في مؤتمر بقصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية في اجتماع شعبي وتعهد بإطلاق حزب ديمقراطي ومنافسة بقية الأحزاب في الانتخابات المحلية المقبلة التي من المرجح أن تجري العام المقبل.
وينتقد معسكر مرزوق ما يسميه "رغبة البعض في الهيمنة على الحزب بالقوة" في إشارة لحافظ قائد السبسي. ويدفع فريق نجل السبسي الاتهامات عنه ويقول إن الفريق الثاني يحاول الهيمنة على الحزب وإقصاء قيادات بارزة.
واستفاد نداء تونس من استقطاب فئات واسعة من أنصار النظام السابق وجزء من الحداثيين ومعارضي الإسلام السياسي ليفوز على خصمه النهضة في انتخابات 2014 لكن استمراره في الصدارة لم يصمد طويلا.
وقاد نداء تونس احتجاجات شعبية في صيف 2013 انتهت بتنحي النهضة عن الحكم وتكوين حكومة غير حزبية قادت البلاد إلى الانتخابات التي جرت عام 2014.
وحظي الانتقال السلس للسلطة وصياغة دستور بإشادة غربية واسعة نالت بفضلها أربع منظمات من المجتمع المدني بتونس جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي.