من تيم كوكس وميشيل نيكولز ومارين بينيتير
داكار/الأمم المتحدة/باريس (رويترز) - تشير مسودة مذكرة للأمم المتحدة اطلعت عليها رويترز إلى أن عشرات الاتهامات الموجهة لجنود حفظ السلام التابعين للمنظمة الدولية بارتكاب انتهاكات جنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى اختلقها أشخاص يسعون للحصول على مكافآت مالية.
ويسلط ذلك الضوء على الكيفية التي تتعامل بها المنظمة الدولية مع حالات الانتهاكات. ففي ديسمبر كانون الأول وجهت لجنة مراجعة مستقلة انتقادات للأمم المتحدة بسبب عدم تعاملها على نحو لائق مع اتهامات لقوات حفظ سلام دولية -لم تكن تحت قيادة الأمم المتحدة- بارتكاب انتهاكات جنسية ضد أطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتلاحق قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام وقوامها 12 ألف جندي والمعروفة باسم (مينوسكا) مزاعم عن انتهاكات جنسية منذ أن تم نشرها في أبريل نيسان 2014 للحد من القتال بين متمردي سيليكا وأغلبهم من المسلمين وميليشيا (أنتي بالاكا) المسيحية.
وتواجه أيضا قوات فرنسية نشرت في تدخل منفصل في المستعمرة الفرنسية السابقة اتهامات بالانتهاكات.
ووسعت الأمم المتحدة في مارس آذار تحقيقا في اتهامات جديدة بالانتهاك والاستغلال الجنسي في منطقة ديكوا بالبلاد. وأبلغت الأمم المتحدة فرنسا والجابون وبوروندي بأن هناك عشرات الاتهامات الموجهة لجنودهم في مينوسكا.
غير أن مذكرة داخلية في 24 أغسطس آب - أعدتها رئيسة وحدة السلوك والانضباط التابعة لإدارة الدعم الميداني بالأمم المتحدة- أشارت إلى أن العديد من الاتهامات متشابهة على نحو لافت وحركتها على ما يبدو مكاسب مالية.
وجاء في المذكرة التي أعدتها ميرسيديس جيرفيلا استنادا إلى معلومات من مكتب الأمم المتحدة لخدمات الإشراف الداخلي "يلاحظ مكتب الأمم المتحدة لخدمات الإشراف الداخلي أن الكثير من الشكاوى اتبع أسلوبا محددا من الاتهامات وكان الكثير من قصص الشكاوى متطابقا تقريبا وافتقر إلى تفاصيل محددة وتداعت عندما جرى التحقيق فيها. بدا الأمر كما لو كان مقدمو الشكاوى يحفظون نصا."
وذكرت المذكرة أن مؤسسة خيرية محلية مختصة بإحالة الاتهامات بالانتهاكات إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وضعت مقدمي الشكاوى على برنامج مكافآت شهرية يعرض حوافز مالية للأشخاص لتقديم أنفسهم كضحايا.
وظهرت المذكرة كمسودة إذ لم توقعها جيرفيلا.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)