💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

حفلة سورية متصوفة في بيروت تعود إلى طقوس الطفولة وتؤكد عشقها للبلد الجريح

تم النشر 19/04/2015, 17:05
حفلة سورية متصوفة في بيروت تعود إلى طقوس الطفولة وتؤكد عشقها للبلد الجريح

بيروت (رويترز) - تمايل المغني والمؤلف الموسيقي السوري بشار زرقان على خشبة مسرح بيروتي خلال عطلة الأسبوع مقدما لجمهوره تلك الصوفية الحديثة التي تميزه وفي الوقت عينه مقدما روحه لسوريا الجريحة التي تسير على حد قوله "في طريق الآلام".

ولأكثر من ساعة وبدعوة من "نادي لكل الناس" غنى زرقان على مسرح بابل القائم في شارع الحمراء في العاصمة بيروت من قديمه وتحديدا من ألبوم (حالي أنت) وقدم جديده مجسدا بألبوم (لا أحد) الذي كان من المفترض أن يوقعه منذ أربع سنوات والذي يلقي كما يقول ألف تحية للشاعر الصوفي الحسين بن منصور الحلاج.

وكان زرقان غاب عن الساحة الفنية طوال أربعة أعوام أراد من خلالها كما قال لرويترز إن يشحن طاقته فيخزن في مخيلته مشاهد وذكريات أصر على أن يعيشها في سوريا "وفي وقت كان الآلاف يغادرون البلد كان إصراري على العودة إلى سوريا التي تعيش صراعاتها الدموية اليومية". وكان الفنان السوري عاش سنوات طويلة في فرنسا وأيضا في لبنان.

أطلق على الحفل عنوان "حلاج الأمل" ورافقته اللبنانية ميرنا قسيس في الغناء المنفرد كما رافقه على الخشبة عشرات من الموسيقيين والمغنيين الذين قدموا من سوريا التي أشار زرقان إليها وإلى صمودها ومعاناتها في أكثر من مرة خلال الحفل الذي تجاوب معه الجمهور كثيرا.

وكان أداء زرقان مسرحي الطلة وتجسدت مسرحته للأغاني من خلال حركات اليدين وأيضا من خلال تعابير وجهه التي رافقت الأعمال ودعمتها في كثير من الأحيان.

وعلى اعتباره من عشاق الكلمة كان يشدد خلال الغناء على كل كلمة وكأنه على حد قول الأستاذ الجامعي مصطفى حلوة "يدلل الكلمات فلا يسمح لصوته القوي بأن يتغلب عليها أو أن يلغي حضورها".

وعن الصوفية غير التقليدية التي تسيج أعماله وتزخرفها في بعض لحظات قال زرقان لرويترز إنه صغيرا تأثر خلال نشأته في حي الشيخة مريم -وهو حي شعبي دمشقي- بالطقوس الدينية التي كانت تقام بشكل مستمر "وأذكر منها على سبيل المثال الولادة والندر".

وكل هذه الطقوس التي كان الشاهد عليها في صغره قادته كما قال "إلى حد ما إلى المفردة الشعرية وقيمة اللغة. آنذاك كانت تقام في الحي الشعبي الذي ترعرعت فيه بعض طقوس لم أفهمها".

وقال إن الذين كانوا يقيمون تلك الطقوس كانوا "مجذوبين وكنا نحن الصغار نعمد إلى مضايقتهم فنرمي بثقلنا على الجلابيات التي كانوا يرتدونها. وفي أحد الأيام تنبهت إلى أن هؤلاء الذين كنا نزعجهم كانوا يقيمون شخصيا الطقوس فإذا بي أشعر بخوف لم أعرفه سابقا. أطلوا على الناس بكل بهاء وهتفت في لحظة ما: ولكن هؤلاء ليسوا بجذبان كما اعتقدناهم في الحارة!"

وروى زرقان أنه لاحقا "وبعدما نسيت تلك الطقوس الطفولية التي أرعبتني وجذبتني في آن وقعت على نص أعاد إلي طفولتي وذكرياتها بسرعة. أذكر أنني كنت آنذاك أقطن باريس". فكانت تلك الصوفية التي تجعل بشار زرقان أكثر جرأة من غيره وها هو يسير منذ سنوات طويلة عكس التيار.

وعن إصراره أن يعيش الحرب اليومية في سوريا قال إنه "كان من المهم أن أعرف ما يحدث وهذه المرة الأولى التي أغادر فيها دمشق منذ أربعة أعوام لأقدم الحفلة. كنت بحاجة لأكون أكثر من حاضر في بلدي. وعودتي إلى الموسيقى أتت في وقت شعرت فيه أن الوقت قد حان لأنني اكتفيت من شحن هذه الطاقة الداخلية. والآن أنا في حالة الإفادة من هذه الطاقة".

وعن افتتانه بالحلاج قال زرقان "أعشق لغة السؤال والرفض والتمرد في قصائده وهذه عناصر ‭‭‬ا‭‬‬عتبرها الأقرب إلى طفولتي. والأقرب إلى تلك الطقوس التي ترعبني وفي الوقت عينه أجدني منجذبا إليها".

وتخلل برنامج الأمسية قصائد مثل (سقط الحصان) و (لا أحد) للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش و(مالي جفيت) و(أنا من أهوى) للحلاج و(أنت حبيبي) للعراقي عبد القادر الجيلاني و(ته دلالا) و(قلب يحدثني) لإبن الفارض أحد أشهر الشعراء المتصوفين في مصر و(حالي أنت) للشاعر المصري أحمد الشهاوي و(شجر اللوز) و(حلاج الوقت) للشاعر الأردني الفلسطيني المعاصر طاهر رياض.

وتجمع العشرات قبل بدء الحفل بأكثر من ساعة على مدخل المسرح الحميم في شارع الحمراء وجلس البعض على السلم الطويل الذي يقود إلى الطبقة السفلية حيث المسرح وتبادلوا الأحاديث. وإحدى الشابات لم تتردد في أن تغني (قلبي يحدثني) لبشار زرقان بصوت عال بعض الشيء وقد رافقها الأصدقاء تصفيقا على باب المسرح. وقالت لرويترز "بشار يعرف أن يصف حالات العشق ويجعلها أكثر جمالا وإن كانت في الواقع تحاكي لحظة الإنفصال".

وقالت الطالبة في الجامعة الأمريكية فاتن دبليز في نهاية الحفل إنها تعشق "لغة بشار زرقان الموسيقية وأيضا عشقه للقصائد التي توحي العشق ولحظات الافتتان العابرة. تعرفت إليه من خلال ألبوم حالي أنت وهذه المرة الأولى التي أشاهده على المسرح. صحيح أنه متمكن من اللغة ومن الصوت ولكنني وجدت في حضوره شيئا من الطفولية المحببة".

وفي نهاية الحفل وقف أنطوان الخوري مطولا أمام مقعده محدقا بالمسرح الخالي ولدى سؤالنا له بم يفكر ضحك قائلا "بشار زرقان ربما كان عاشقا للغة وللأنغام الموسيقية المتصوفة ولكنه هذا المساء كان عاشقا لسوريا في المرتبة الأولى".

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.