ليبرفيل (رويترز) - أدلى الناخبون في الجابون بأصواتهم يوم السبت في انتخابات تشكل أكبر تحد حتى الآن للرئيس علي بونجو الذي تهيمن عائلته على البلد الأفريقي المنتج للنفط منذ نصف قرن وسط مشاعر سخط بسبب الفشل في رفع مستويات المعيشة.
وفي ظل وقوف أدوات الدولة وشبكات للمحسوبية المترسخة وأموال النفط وراء بونجو (57 عاما) فمن المرجح ان يعاد انتخابه بعد سبعة أعوام من أول انتخابات فاز بها عقب وفاة والده عمر الذي حكم البلاد 42 عاما.
وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) متأخرة ساعة واحدة لتمكين الناخبين الذين كانوا ينتظرون في طوابير من الادلاء بأصواتهم. وإتسمت الانتخابات في معظمها بالهدوء.
ومن غير المتوقع أن تعلن النتائج قبل يوم الاثنين أو الثلاثاء رغم ان نتائج جزئية قد تبدأ بالظهور يوم الاحد. وقالت وزارة الداخلية إن الحدود البرية والبحرية للبلاد أغلقت منذ منتصف الليلة الماضية وستظل مغلقة حتى الثامنة مساء (1900 بتوقيت جرينتش).
ويواجه بونجو تسعة مرشحين آخرين مقارنة مع 22 منافسا في الانتخابات الماضية لكن خصمه الرئيسي هو الدبلوماسي المخضرم جان بينج.
وقال بينج (73 عاما) بعد إدلائه بصوته في العاصمة "أتى يوم المجد ونحن نستعد كما ترى للاحتفال بالنصر."
ويواجه بينج معركة صعبة لأسباب منها نظام الانتخابات القائم على جولة واحدة ولا يشترط أغلبية لكن فقط يعلن فوز الحاصل على أكبر عدد من الأصوات.
وفي 2009 فاز بونجو بنسبة 41.73 بالمئة من الأصوات.
وقال الرئيس بونجو عقب إدلائه بصوته "لقد وضعت أسس التغيير الذي تحقق والذي سيأتي في المستقبل ولهذا السبب فإنني مطمئن."
وجعل بونجو الحفاظ على الحياة البرية الفريدة في بلاده وخصوصا الغابات الاستوائية المطيرة والفيلة أولوية لكن الناخبين يشكون من هموم أشد إلحاحا.
وقالت ماري أنج ننو (40 عاما) وهي موظفة أدلت بصوتها في مركز اقتراع في العاصمة ليبرفيل "شعب الجابون يعاني. لا نتقاضى رواتب جيدة ولا يعيش أطفالنا في ظروف ملائمة ولهذا صوت لصالح التغيير."
لكنها لم توضح اسم المرشح الذي أعطته صوتها.
وإنضمت الجابون مؤخرا إلى منظمة أوبك ويصل فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى عشرة آلاف دولار مما يجعلها إحدى أغنى الدول الأفريقية لكن أغلب الثروة تتركز في أيدي النخبة.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)