جراند بسام (ساحل العاج) (رويترز) - تعهد رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يوم الأربعاء بألا يعرقل الهجوم الذي استهدف منتجعا سياحيا وأسفر عن مقتل 19 شخصا وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عنه الانتعاش الاقتصادي في البلاد.
كان متشددون قد دخلوا الشاطئ في منتجع جراند بسام على بعد نحو 40 كيلومترا من العاصمة التجارية أبيدجان يوم الأحد وأطلقوا النار على السائحين قبل اقتحام عدة فنادق.
ويمثل الهجوم ضربة قوية لساحل العاج التي تتعافى بعد أكثر من عقد من الاضطرابات السياسية وحرب أهلية في عام 2011 لتصبح واحدة من أفضل اقتصادات العالم أداء بمعدل نمو سنوي يبلغ نحو 9 في المئة.
وحقق واتارا فوزا كبيرا في انتخابات أكتوبر تشرين الأول وتعهد بجذب استثمارات أجنبية لأكبر اقتصاد في غرب أفريقيا. كما أن ساحل العاج أيضا هي أكبر منتج للكاكاو في العالم.
وقال الرئيس قبل اجتماع للحكومة في جراند بسام "لا تراجع عن مسيرتنا نحو النهضة (الاقتصادية). لابد من تعزيز التقدم الذي حققناه على مدى الأربعة أعوام الماضية."
وقالت الحكومة عقب الاجتماع إن عدد قتلى الهجوم زاد واحدا ليبلغ 19 شخصا.
وقتل 11 مواطنا من ساحل العاج بينهم ثلاثة من أفراد القوات الخاصة. وقتل أيضا أربعة فرنسيين وأجانب من ألمانيا ولبنان ومقدونيا ونيجيريا.
وكانت الحكومة قالت في وقت سابق إن بين القتلى مواطنون من بوركينا فاسو والكاميرون ومالي لكن اتضح خطأ ذلك بعد التحقق من هويات القتلى.
وقال متحدث باسم الحكومة إن 24 شخصا آخرين يتلقون العلاج بالمستشفى.
وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم وقال إنه كان انتقاما من فرنسا بسبب هجومها على المتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل الأفريقي.
وذكر موقع سايت الذي يتابع بيانات المتشددين على الانترنت إن التنظيم نشر صورا على مواقع للتواصل الاجتماعي لثلاثة رجال قال إنهم المهاجمين. وقال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إن المهاجمين ينتمون لجماعة "المرابطون" المتحالفة معها التي يتزعمها مختار بلمختار.
ويعتبر منتجع جراند بسام مقصدا شهيرا لقضاء العطلات الأسبوعية ويبعد مسافة قصيرة بالسيارة عن مدينة أبيدجان المركز الاقتصادي الإقليمي التي يسكنها نحو خمسة ملايين نسمة. ويقع الهجوم في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لإنعاش صناعة السياحة التي انهارت في فترة الأزمة بعد فترة ازدهار.
وبعد زيارته للمنتجع ووضعه إكليلا من الزهور سعى واتارا لطمأنة المشتغلين بالسياحة قائلا "لا ينبغي علينا أن نرتعد أو نخاف من الإرهابيين. إنني متأكد انه في عطلة هذا الأسبوع ستعود صناعة الفندقة إلى طبيعتها."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)