من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - ستتسلط الأضواء على سوريا عندما يجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة هذا الأسبوع بينما تحاول الولايات المتحدة وروسيا دعم اتفاق هدنة هشة ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى زيادة المساعدات للاجئين في العالم.
وسيحضر نحو 135 رئيس دولة وحكومة وعشرات الوزراء الجمعية العامة الواحدة والسبعين وهي الأخيرة لأوباما وللأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي سيترك منصبه في نهاية 2016 بعد أن قضى عشر سنوات على رأس المنظمة الدولية.
وقال بان للصحفيين يوم الأربعاء "في حين تسبب صراعات كثيرة آلاما شديدة لا يتسبب أي منها في هذا العدد الكبير من القتلى والدمار وانعدام الاستقرار واسع النطاق مثل الحرب المتفاقمة في سوريا... الدول الكبرى التي تملك نفوذا عليها واجب استغلال نفوذها واغتنام أحدث فرصة للبحث عن حل سياسي."
وقال دبلوماسيون إن أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تضم روسيا والولايات المتحدة سيجتمعون على الأرجح على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا رفيع المستوى بشأن سوريا يوم الأربعاء.
وتريد روسيا أن يقر المجلس الاتفاق الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا خلال الاجتماع لكنها قالت يوم الجمعة إنها لا ترجح صدور قرار لأن واشنطن لا تريد إطلاع المجلس المؤلف من 15 عضوا على الوثائق التي توضح تفاصيل الاتفاق.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض يوم الجمعة إنه يتوقع أن يتركز جانب كبير من المناقشات الأمريكية في الأمم المتحدة "على الوضع في سوريا والرد على التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية وجهودنا المشتركة لمحاربة (تنظيم الدولة الإسلامية) مع كثير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة."
وفر نحو خمسة ملايين سوري من البلاد ونزح ما يقرب من 6.5 مليون إلى أماكن أخرى داخل البلاد أثناء الصراع المستمر منذ ما يزيد على خمس سنوات مما ساهم في رفع عدد النازحين في مختلف أرجاء العالم إلى عدد قياسي بلغ 65.3 مليون العام الماضي.
* أزمة لاجئين
قبل أن يبدأ قادة العالم في إلقاء كلماتهم التقليدية يوم الثلاثاء ستجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا يوم الاثنين لاعتماد إعلان سياسي بشأن المهاجرين واللاجئين. والإعلان غير ملزم من الناحية القانونية ولا يشمل دعوة بان إلى إعادة توطين عشرة بالمئة من اللاجئين سنويا وهي نسبة رفضتها جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وقالت إنها غير كافية.
وفي اليوم التالي يستضيف أوباما قمة تهدف إلى زيادة أموال المساعدات الإنسانية بمقدار الثلث أو مضاعفة عدد اللاجئين الذين يعاد توطينهم سنويا. وستقتصر المشاركة في هذه القمة على الدول التي تقدم تعهدات.
وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للصحفيين يوم الخميس "لن نحل أزمة اللاجئين يوم الثلاثاء لكنني أعتقد أنكم سترون مظهرا مهما للإرادة السياسية من قادة من أرجاء العالم."
وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة التي تستمر لأسبوع ثمة اجتماعات مزمعة لمناقشة أزمات أخرى مثل الأزمات في جنوب السودان واليمن والعراق وليبيا. وسيجتمع قادة العالم أيضا لمناقشة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدف إلى تقليص قدرات طهران النووية وأيضا لمناقشة عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويتطلع الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقريب اتفاقية باريس للمناخ إلى أرض الواقع من خلال عقد اجتماع تسلم فيه الدول وثائق التصديق أو الموافقة على الاتفاقية.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 20 دولة أشارت إلى أنها ستفعل ذلك. ولدخول حيز التنفيذ يحتاج الاتفاق إلى تصديق 55 دولة على الأقل تمثل 55 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. وحتى الآن صدقت على الاتفاقية 27 دولة تسبب 39 بالمئة من الانبعاثات العالمية ومنها الولايات المتحدة والصين أكبر مصدرين للانبعاثات في العالم.
ويتوقع دبلوماسيون أيضا أحاديث في قاعات الأمم المتحدة بشأن السباق على منصب الأمين العام للأمم المتحدة قبيل عملية اقتراع سرية رابعة يجريها مجلس الأمن في 26 سبتمبر أيلول.
وحل رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو جوتيريس في المركز الأول خلال عمليات الاقتراع الثلاث الماضية. وعندما يتوصل المجلس إلى توافق سيزكي مرشحا لتنتخبه الجمعية العامة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن ما يربو على 1100 اجتماع ثنائي بين القادة ستنعقد في الأمم المتحدة خلال هذا الأسبوع.
ووصف الاجتماع السنوي بأنه "كأس العالم للدبلوماسية. حفل الأوسكار للدبلوماسية. إنه أيضا أسبوع عرض أزياء مثير."
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)