من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) - تبدأ مصر يوم السبت المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب الذي يتوقع أن يكون بشكل عام داعما للرئيس عبد الفتاح السيسي.
واتسمت المرحلة الأولى التي أجريت الشهر الماضي بعزوف من الناخبين وفسر محللون ذلك باعتقاد كثير منهم أن البرلمان الجديد لن يسهم في وقف تراجع في مستوى المعيشة استمر منذ الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة 2011 وصاحبه في الآونة ألأخيرة تقييد للحريات العامة بحسب حقوقيين ومراقبين.
وكان الناخبون قد وقفوا في طوابير طويلة أمام لجان الانتخاب في أول انتخابات تشريعية أجريت بعد الانتفاضة وفسر محللون ذلك برغبة في التغيير وأمل أن يطبق مجلس الشعب الذي فاز الإسلاميون بأغلب مقاعده وقتذاك شعار الانتفاضة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
وحل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد لفترة انتقالية بعد الانتفاضة مجلس الشعب عام 2012 بعد حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.
وسيقترع المصريون في الخارج للمرحلة الثانية يوم السبت ويوم الأحد وسيجرى الاقتراع في الداخل يومي الأحد والاثنين. ومن المتوقع عقد جولة إعادة بسبب كثرة عدد المرشحين مما يؤدي لبعثرة الأصوات.
ويجب أن يحصل المرشح على نصف عدد الأصوات زائد صوت لإعلان فوزه وكذلك القائمة الانتخابية.
وأجريت المرحلة الأولى لشغل 226 مقعدا بالمنافسة الفردية لكن القضاء الإداري أبطل النتائج في أربع دوائر. وفازت قائمة (في حب مصر) الداعمة للسيسي بستين مقعدا هي المقاعد المخصصة للقوائم في المرحلة الأولى. وسيتم شغل 60 مقعدا أخرى بنظام القوائم في المرحلة الجديدة.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد أعلنت في نهاية الشهر الماضي أن 21.71 في المئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم في جولة الإعادة من المرحلة الأولى مؤكدة عزوفا عن المشاركة.
وكان 26.69 في المئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى من المرحلة الأولى.
وكان من حق 27 مليونا و402353 ناخبا الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى التي شملت 14 محافظة بينها الجيزة المجاورة للقاهرة والإسكندرية الساحلية. ومن حق عدد مماثل تقريبا من الناخبين الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية التي ستشمل باقي المحافظات وعددها 13 من بينها القاهرة.
وفاز 273 مرشحا في المرحلة الأولى. ويتألف البرلمان الجديد من 568 عضوا منتخبا هم 448 نائبا بالنظام الفردي و120 نائبا بنظام القوائم. ولرئيس الدولة أن يعين ما يصل إلى خمسة في المئة من عدد الأعضاء.
وجاء في بيانات اللجنة العليا للانتخابات أن حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس شغل في المرحلة الأولى 36 مقعدا بالانتخاب الفردي. وكان الحزب قد شغل خمسة مقاعد ضمن قائمة في حب مصر.
وتضم قوائم ائتلاف في حب مصر مرشحين حزبيين ومستقلين.
وجاء في بيانات اللجنة العليا للانتخابات أن حزب مستقبل وطن الحديث التكوين شغل 21 مقعدا بالانتخاب الفردي مقابل 11 مقعدا لحزب الوفد وهو حزب ليبرالي قديم. وشغل حزب الشعب الجمهورى 11 مقعدا بالانتخاب الفردي بينما شغل حزب النور السلفي ثمانية مقاعد.
وكان حزب النور قد جاء ثانيا في الانتخابات السابقة.
وقالت صحف محلية إن 15 مسيحيا فازوا في المرحلة الأولى ضمن قائمة في حب مصر وفي المنافسة الفردية في سابقة لم تحدث منذ نحو 60 عاما. وجرت العادة على أن يشغل مسيحيون مقاعد في البرلمان بالتعيين من بين عدد من المقاعد سمحت الدساتير المتتالية لرئيس الدولة بأن يعينهم.
كما شغل أحد المرشحين مقعدا في البرلمان عن النوبة لأول مرة. ولأول مرة أيضا شغل مرشح مقعدا عن منطقة حلايب وشلاتين التي يقول السودان إن له حقوق سيادة فيها.
وانتخابات مجلس النواب هي البند الثالث والأخير من بنود خارطة طريق للمستقبل أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان البند الأول تعديلا أجري على دستور كتبته جمعية تأسيسية غلب عليها الإسلاميون في 2012. وكان البند الثاني انتخابات الرئاسة التي فاز فيها السيسي العام الماضي.
ويستبعد مراقبون أن تكون هناك معارضة كبيرة في مجلس النواب الجديد. ويتوقعون إقبالا بنفس مستوى المرحلة الأولى تقريبا في المرحلة الثانية.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية علي عبد العاطي - تحرير محمد اليماني)