💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

كنز من الآثار "القديمة" في "متحف الفسيفساء" بقطاع غزة

تم النشر 10/11/2015, 16:25
محدث 10/11/2015, 16:30
كنز من الآثار "القديمة" في "متحف الفسيفساء" بقطاع غزة

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - تمتليء ورشة نافذ عابد بالمنحوتات وقطع الفسيفساء بأشكال ترجع إلى العصور البيزنطية واليونانية والرومانية جعلت من الورشة سوقا لآثار منطقة الشرق الأوسط في قطاع غزة.

وعابد البالغ من العمر 55 عاما خبير في الآثار علم نفسه بنفسه وأصبح خبيرا في صيانة الآثار وترميمها. وقد اعتاد أن يصنع نماذج طبق الأصل من القطع الأثرية التي يعثر عليها أو تقع عليها عيناه في المتاحف.

وهو يسبغ على أعماله من ملامح الأصالة والصدق ما جعل خبراء دوليين يهللون لمهاراته.

ويقضي عابد ذو الشعر الأصفر كل وقته تقريبا في الاستوديو الخاص به المبني على سطح بيته غير المكتمل في مخيم للاجئين بشمال قطاع غزة. وقد غطى البلاستيك النوافذ لحمايته من المطر.

كتب على الباب الخشبي المؤدي إلى الورشة "متحف الفسيفساء". وعلى مائدة كبيرة في منتصف الغرفة المظلمة وضع تمثالا للاسكندر الأكبر يبدو عليه بالفعل أنه يرجع إلى عام 300 قبل الميلاد وسط مصابيح تعمل بالزيت ونسخ من عملات ترجع لأكثر من 2500 عام.

قال عابد وهو أب لسبعة أولاد تعلم الحدادة قبل أن يقرر قبل 30 عاما أن يكرس نفسه لفن أرقى "عشقي وانتمائي للآثار يسري في شراييني."

وأضاف بشيء من الأسى "أقضى أكثر من عشر ساعات يوميا هنا بين أعمالي ومنحوتاتي."

ويضيء غرفته مصباح وحيد موصول بسلك كهربائي يمتد من الطابق السفلي.

كان والد عابد هو أول من هيأه لهذه المهمة إذ غرس في نفسه حب آثار غزة وتاريخها الثري حيث يروى أن شمشون أحد شخصيات العهد القديم كان يعيش فيها.

وعلى مر السنين كانت غزة ميناء تجاريا للمصريين القدماء والفلستيين والرومان والصليبيين. وتحت رمالها تقع أطلال من أيام حصار الاسكندر الأكبر للمدينة وزيارة الامبراطور هادريان وغارات المغول وصولا إلى جيوش الفتح الاسلامي قبل 1400 عام.

وفيها عسكر نابليون والعثمانيون ومرت بها الجيوش البريطانية في الحرب العالمية الأولى.

وكثيرا ما يتجول عابد على شواطيء غزة بحثا عن أطلال قديمة. وأحيانا يرمم قطعا يعثر عليها وفي أحيان أخرى يستخدم الصلصال في صنع نموذج لتمثال ويعالجه بحيث يبدو وكأن قرونا مرت عليه.

ومن خلال سعة اطلاعه على الآثار باللغتين العربية والانجليزية طور عابد مجموعة من أساليب الترميم وإضفاء معالم القدم على أعماله. ولا يستطيع الزائر تمييز أعماله عن الأعمال الأصلية.

وقال "بعض الزبائن وبعض الزوار بمن فيهم العلماء الذين زاروني اعتقدوا أن بعض القطع حقيقية قبل أن أقول لهم إنها مقلدة صنعتها بيدي."

* جودة المتاحف

مع تنامي مهاراته اكتسب شهرة أوسع. وبقرار رئاسي عين نائبا لمدير الترميم بوزارة الاثار الفلسطينية عام 1995 كما أنه مسؤول أيضا عن إدارة الفسيفساء.

وقد سافر عابد إلى أريحا وجنين في الضفة الغربية للعمل مع خبراء ايطاليين وهولنديين في مواقع أثرية كما قام برحلات زار فيها متحف اللوفر في باريس ومتاحف أخرى في آرل وجنيف للمشاركة في عمليات ترميم.

وفي عام 2005 زار مدير متحف جنيف غزة مع زوجته وتحدث طويلا مع عابد عن مهاراته.

وقال عابد وهو يبدي ندمه "عرض علي وظيفة في المتحف لكني رفضت. كانت غلطة."

وفي عام 2007 سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة ومنذ ذلك الحين أصبح السفر للخارج أصعب كثيرا كما ازدادت صعوبة الحياة في القطاع مع فرض قيود على استيراد السلع وتفجر سلسلة من الحروب القصيرة مع اسرائيل.

وفي الاستوديو يعمل عابد بتركيز شديد على مجموعة من أعمال الفسيفساء تصور إحداها إمرأة جميلة وهي تركب ثورا هائجا وهي نسخة من أصل محفوظ في نابولي بإيطاليا.

وتبين مجموعة أخرى من سبع قطع من الفسيفساء البوابات القديمة لفلسطين كما أن لديه نماذج طبق الأصل من قطع شاهدها عندما زار هولندا وفرنسا.

وأعماله بعيدة عن متناول أغلب أهل القطاع لكن لديه عددا محدودا من الزبائن المحليين من بينهم أصحاب فنادق وبعض الأثرياء الذين يريدون تزيين بيوتهم بقطع تبدو مثل الآثار القديمة. لكن الحركة لم تعد كما كانت من قبل.

قال عابد "اعتدت أن يزورني أجانب. قناصل وسفراء ورجال أعمال دوليون وسياح. لا يوجد سياح هذه الايام. لقد ساء الوضع."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.