من برايان هوموود
جنيف (رويترز) - أوصت لجنة مستقلة شكلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بايقاف الاتحاد الروسي لالعاب القوى بداعي وجود مخالفات واسعة النطاق للوائح المنشطات في خطوة قد يغيب على إثرها الفريق الروسي عن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو 2016.
وقال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إن المزاعم التي اطلقتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ضد روسيا لا تستند الى أي قرائن.
لكن اللجنة المستقلة أكدت وجود "ثقافة غش متجذرة" في عالم العاب القوى في روسيا ورصد تقريرها ما وصفها باخفاقات داخل الاتحاد الدولي لالعاب القوى والاتحاد الروسي للرياضة تحول دون امكانية تنفيذ برنامج فعال لمكافحة المنشطات.
وقال سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد نشر التقرير الذي طال انتظاره "هذه أيام سوداء" ومنح الاتحاد الروسي مهلة لمدة أسبوع للرد على هذه المزاعم.
وأشار ديك باوند الرئيس السابق للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ورئيس اللجنة التي أصدرت التقرير إلى فضيحة الفساد غير المسبوقة التي تعصف حاليا بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وأوضح باوند خلال مؤتمر صحفي "أتمنى أن تمعن كل الرياضات النظر في إداراتها وأنظمتها لمكافحة المنشطات لأن استمرارها معرض للخطر والرأي العام سيعتبر كل رياضة فاسدة."
وتتمحور الفضيحة حول اتهامات بأن أموالا طُلبت من رياضيين بارزين "لاخفاء" نتائج اختبارات منشطات سقطوا فيها.
وتشكل هذه الفضيحة ضربة موجعة لعالم ألعاب القوى مثلما يحدث في ازمة الفيفا حيث عوقب الرئيس سيب بلاتر بالايقاف ووجهت اتهامات فساد لأربعة عشر مسؤولا بارزا.
وقالت الشرطة الدولية (إنتربول) يوم الاثنين إنها قد تنسق تحقيقا عالميا حول مزاعم فساد ومنشطات طالت رياضيين ومسؤولين في ألعاب القوى.
وأضاف باوند "بالنسبة لاولمبياد 2016 نوصي بإيقاف الاتحاد الروسي وفي الواقع نأمل أن يتطوعوا بأنفسهم لعلاج الأمر في الوقت المناسب للتأكد من أن الرياضيين الروس يتنافسون في اطار جديد من النزاهة."
وروسيا من القوى التقليدية الكبرى في العاب القوى واحتلت المركز الثاني خلف الولايات المتحدة في جدول ترتيب الميداليات في العاب لندن 2012 برصيد 17 ميدالية من بينها ثماني ميداليات ذهبية.
وخلافا لالعاب القوى لم تظهر أي اتهامات بأن فضائح فساد الفيفا أثرت على النتائج في الملعب مثل كأس العالم على سبيل المثال.
وتابع باوند "هذا أسوأ مما نعتقد ويوجد تأثير بالفعل على النتائج وعلى الرياضيين داخل وخارج روسيا والمعاناة على الجميع وقد يكون هذا من رواسب النظام السوفيتي القديم. لابد أن يتوقفوا ويبدأوا من جديد."
وأضاف "أتمنى أن تسنح الفرصة لهم للتخلص من النظام القديم والمدربين القدامى وتغيير أساليبهم. اذا أجرت روسيا هذه العملية وعالجت الأمر فأتمنى أن تشارك في ريو دي جانيرو وتنافس."
وقرار إيقاف روسيا من صلاحيات الاتحاد الدولي لألعاب القوى فقط.
وقال فاديم زليتشنوك القائم بأعمال رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى لرويترز في محادثة هاتفية "هذه مجرد توصية..لكن لا يمكنني القول إن الاتحاد الدولي سيمتثل لها."
وتستضيف روسيا كأس العالم لكرة القدم 2018 ولا تزال الشرطة السويسرية تحقق في كيفية منحها تنظيم البطولة كجزء من التحقيقات في مزاعم الفساد المالي للفيفا.
وقال كو في بيان إن نطاق وعمق ما كشفت عنه اللجنة أبعد من أي شيء توقعه مضيفا "تقرير اللجنة يطلق جرس انذار ونحتاج لوقت لاستيعاب التفاصيل."
وأضاف "ومع ذلك أطالب مجلس الاتحاد الدولي لبدء اجراءات تأخذ بعين الاعتبار اصدار عقوبات ضد اتحاد ألعاب القوى في روسيا.."
ويحمل التقرير توصية بمعاقبة خمسة رياضيين وأربعة مدربين اضافة الى طبيب واحد بالايقاف مدى الحياة وجميعهم يحملون الجنسية الروسية.
وفي الأسبوع الماضي خضع الأمين دياك (82 عاما) الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى لتحقيق من السلطات الفرنسية للاشتباه في فساد وغسل أموال.
وتشتبه السلطات الفرنسية في حصول المسؤول السنغالي على أكثر من مليون يورو (1.09 مليون دولار) في صورة رشوة في 2011 للتستر على فحوصات لعينات منشطات ايجابية تخص رياضيين من روسيا.
وأكد كو في مقابلة مع رويترز أن الاتحاد الدولي أجرى أكثر من خمسة آلاف اختبار للمنشطات لرياضيين منذ 2009 وهو دليل على أن المؤسسة جادة في تطهير الرياضة.