بنغازي/طرابلس (رويترز) - نفذت قوات تابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا ضربات جوية ضد مطار طرابلس بعد ان هاجمت طائرات حربية مجهولة إحدى البلدات الموالية لهذه الحكومة في تصعيد للعنف قبل يوم من محادثات سلام ستجري تحت رعاية الامم المتحدة.
وتشهد ليبيا صراعا بين حكومتين تدعمهما فصائل مسلحة تتقاتل للسيطرة على السلطة والموارد بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي وتدفع البلاد باطراد نحو الفوضى.
وسبق أن قصفت طائرتان حربيتان مجهولتان يوم الاربعاء مطار بلدة الزنتان بغرب ليبيا المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا. وقال مسؤول محلي انه لحقت أضرار بنظم الكهرباء ولكن ليس بالمدرج.
وكانت بلدة الزنتان قد قصفت من قبل بواسطة قوات جماعة فجر ليبيا التي سيطرت على طرابلس اثناء قتال الصيف الماضي وشكلت حكومة خاصة بها.
وقال عمر معتوق مسؤول الطيران المدني في الزنتان إن طائرتي ميج استهدفتا الممر لكن اخطأتا الهدف. واضاف انهما قصفتا نظام الاضاءة مما سيجبر السلطات على تعليق كل الرحلات بعد الغروب. ولم يذكر المسؤول تفاصيل عن الجهات المسؤولة.
وقال ان المطار ما زال يعمل بصورة طبيعية.
وبعد ساعات قصفت طائرات من قوات الحكومة المعترف بها دوليا والتي يقودها الفريق خليفة حفتر مطار معيتيقة في طرابلس. وقال مصدر في المطار ان القنابل سقطت على منطقة قرب مدرج المطار لكنها لم تسبب أضرارا كبيرة.
وقال متحدث باسم قوات حفتر ان القوات التابعة له نفذت ضربات جوية ضد مطار معيتيقة ولن تتوقف عن قصف المطار لانه غير شرعي ويسمح لطائرات حربية بالاقلاع لقصف الزنتان.
وتصاعد القتال والضربات الجوية رغم أن الأمم المتحدة تعد لاستئناف مفاوضات هذا الاسبوع بين الجانبين المتناحرين في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة ووضع البلاد على طريق عودة الاستقرار.
واقتحم المسلحون الاسلاميون الذين اكتسبوا قوة وسط الفوضى في ليبيا حقلي نفط امس وطردوا قوات الأمن. وكانت السلطات أجلت العمال بالفعل في وقت سابق من حقلي باهي والمبروك.
وقال علي الحاسي المسؤول الأمني المرتبط بالحكومة المعترف بها إن الحقلين دمرا بعد يومين من الاشتباكات مع المسلحين. وأضاف أن القتال مستمر في حقل ثالث هو الظهرة.
وقال ان قوات حرس المنشآت النفطية ستتحرك لاستعادة الحقلين غدا. وأشار الى ان حقل الظهرة ما زال تحت سيطرة قواته.
وتسبب الصراع في اغلاق مينائي السدر وراس لانوف النفطيين في ديسمبر كانون الأول اللذين يصدر منهما نحو نصف إنتاج ليبيا من النفط حين يعملان بصورة طبيعية. وتنتج ليبيا حاليا حوالي 400 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع 1.6 مليون برميل قبل الإطاحة بالقذافي.
ويزعج النفوذ المتزايد للمسلحين الاسلاميين والصراع المتصاعد بين الحكومتين المتنافستين القوى الغربية التي تخشى ان تمتد الفوضى الليبية عبر الحدود وتجعل البلاد ملاذا آمنا للمتشددين.