من فيليب أوكونور وجاك ستابز
ليل (فرنسا)/موسكو (رويترز) - تسلل عنف مشجعي كرة القدم إلى السياسة الدولية حيث استدعت روسيا السفير الفرنسي بعد احتجاز مواطنين روس خلال بطولة أوروبا لكرة القدم المقامة بفرنسا وحذرت من أن الأجواء "المعادية لروسيا" يمكن حتى أن تضر بالعلاقات بين البلدين.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مشجعي دول أخرى "بارتكاب أفعال شديدة الاستفزاز" في البطولة كقيام البعض بدهس العلم الروسي بالأقدام.
وقال مصدر بالشرطة إن القوات استخدمت بخاخات رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق مشجعين إنجليز اليوم الأربعاء قرب محطة قطارات في مدينة ليل بشمال فرنسا.
وأضاف المصدر لرويترز أن الشرطة تدخلت بعد أن بدأ المشجعون يركضون في مختلف الاتجاهات بعد انفجار مجهول المصدر. وقبل ذلك فرقت الشرطة مجموعة من المشجعين الإنجليز حين بدأوا يشكلون "تهديدا".
ونشرت السلطات أعدادا كبيرة من أفراد الشرطة في المدينة قبل أن تخوض كل من روسيا وإنجلترا مباراتهما التالية في البطولة.
وألقت الشرطة القبض على أربعة مشجعين روس في ليل وتم ترحيلهم بعدما احتجزوا قبل مباراة روسيا أمام سلوفاكيا التي خسرها الروس 2-1.
وقال متحدث باسم إقليم ليل "اعتقل اثنان من الروس مساء أمس أثناء شجار في ليل بينما عثر على الاثنين الآخرين في حالة سكر في سيارة وبحوزتهما أسلحة." وقال مصدر بالشرطة إن الأسلحة كانت عبارة عن عصي خشبية.
وقال وزير الرياضة الفرنسي باتريك كانيه "اليوم نفذنا إجراء بسيطا وهو نشر عدد كبير من الشرطة في المكان بحيث لا يكون هناك أي مجال لمثيري الشغب."
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إنها استدعت السفير الفرنسي جان موريس ريبير يوم الأربعاء.
وقالت الوزارة إنها "أخطرت" السفير الفرنسي بوجود "تمييز" إزاء المواطنين الروس. وأضافت أن "مزيدا من تأجيج المشاعر المناوئة للروس" ربما يضر بالعلاقات بين فرنسا وروسيا.
* "إفساد الحفل"
وقالت السفارة الفرنسية بموسكو في موقعها على الإنترنت إن السفير رد بأن عمليات الاحتجاز تمت "في إطار قانوني تماما وبشفافية كاملة أمام السلطات الروسية."
وأضاف السفير خلال الاجتماع "ارتكب مشجعون من عدة دول أعمال عنف غير مقبولة في مرسيليا."
وتابع "الحكومة الفرنسية لا تزال عازمة -هي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم- على منع مثيري الشغب من إفساد الحفل وهو بطولة أوروبا."
وأنذرت روسيا وإنجلترا بالاستبعاد من البطولة إذا تكرر الاشتباك بين جماهير الفريقين بعد أن تشاجر مئات منهم على مدى ثلاثة أيام في مرسيليا في مطلع هذا الأسبوع مما دفع قوات الأمن لإطلاق وابل من قنابل الغاز المثير للدموع.
وقال لافروف أمام البرلمان "لا يمكن أن نغمض أعيننا عن حقيقة أنهم يحاولون تجاهل الأفعال شديدة الاستفزاز من مشجعي دول أخرى."
وأضاف "لعلكم رأيتم الصور المثيرة للغضب عندما كان المشجعون يدوسون العلم الروسي بأقدامهم وحين وجهت إهانات للقيادة السياسية الروسية ولرموز الرياضة الروسية."
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع المسؤولين الأمنيين الدروس التي يمكن لروسيا الخروج بها من بطولة أوروبا 2016 قبل أن تنظم هي نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2018.
وتعاني فرنسا الأمرين لتجنب تكرار العنف الذي شاب مباراة إنجلترا وروسيا التي أقيمت في مرسيليا يوم السبت الماضي.واعتقل عشرات من المشجعين الروس والإنجليز.
* بهجة في أيسلندا
قال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إنه "ليس على يقين من أن الاضطراب الذي شارك فيه مشجعون روس لن يتكرر" متهما المشجعين الإنجليز باستفزازهم.
ووصف موتكو قرار الاتحاد الأوروبي بفرض غرامة على كلا الفريقين وتوجيه إنذار رسمي لكل منهما بسبب العنف داخل الملعب بمرسيليا بأنه "مبالغ فيه".
وانتقلت مشاعر التوتر الآن إلى الشمال في ليل. فرغم أن روسيا وإنجلترا لن تلتقيا مرة أخرى في مرحلة المجموعات فإنهما ستلعبان مبارياتهما القادمة على ملاعب لا تفصل بينهما سوى بضعة كيلومترات. وتلتقي إنجلترا مع ويلز في مدينة لانس يوم الخميس.
وعلى عكس ما جرى في مرسيليا حيث سمح للمشجعين باحتساء الخمور لساعات قبل المباراة فإن هذا لم يحدث في ليل بسبب قرار حظر الخمور المفروض هناك حتى يوم الجمعة المقبل حيث أغلقت الحانات والمقاهي وتوقفت المتاجر ومحطات التزود بالوقود عن بيع الخمور.
وقال أوليفييه ديمبر قائد الشرطة المحلية لرويترز "هذا حفل. ومهمتنا تنظيم حفل جيد. لكن إذا وقعت أعمال عنف فنحن مستعدون للتصدي له."
وفي ريكيافيك عاصمة أيسلندا كانت الأجواء أكثر بهجة حيث ارتدى المواطنون ملابس باللونين الأزرق والأحمر اللذين يميزان علم البلاد واحتفلوا بتعادل بلدهم الصغير 1-1 مع البرتغال في بطولة أوروبا يوم الثلاثاء.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)