من مادلين تشامبرز وبول كاريل
برلين (رويترز) - تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء بمواصلة سياسة الباب المفتوح التي تتبعها مع اللاجئين وذلك في تحد لانتقادات توجه إليها من الداخل والخارج وزادت بسبب مخاوف متنامية من التهديد الأمني المحتمل بعد هجمات باريس.
وتواجه ميركل انقسامات في ائتلافها الذي يضم اليمين واليسار وضغوطا من دول في الاتحاد الأوروبي بينها فرنسا بسبب إصرارها على أن ألمانيا بإمكانها استيعاب ما يصل إلى مليون مهاجر هذا العام وأن أوروبا يجب أن تقبل حصصا منهم.
وفي كلمة استمرت 40 دقيقة أمام مجلس النواب (البوندستاج) قالت ميركل إن مستوى التهديد الأمني في ألمانيا مرتفع لكنها أصرت أن الناس يجب أن يواصلوا حياتهم الطبيعية.
وقالت في كلمة قوبلت بتصفيق حاد "أقوى رد على الإرهابيين هو ان نواصل حياتنا وقيمنا مثلما نفعل الى الآن... بكل ثقة وحرية ومراعاة للغير والتواصل معهم.
"سنظهر لهم نحن الأوروبيين أن حياتنا الحرة أقوى من أي إرهاب."
وقبل ساعات من توجهها للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس قالت ميركل إن ألمانيا ستبدي تضامنا مع فرنسا بعد الهجمات التي راح ضحيتها 130 شخصا.
وكانت ألمانيا التي تبدي منذ الحرب العالمية الثانية عزوفا عن الانضمام إلى المهام العسكرية في الخارج ذكرت في وقت سابق أنها سترسل 650 جنديا للانضمام إلى بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي وستزيد عدد قواتها التي تتولى تدريب قوات البشمركة الكردية في العراق.
وأكدت ميركل التزامها بسياسة اللاجئين المثيرة للجدل التي تتبعها وقالت إن ألمانيا قاطرة الاقتصادي الأوروبي عليها واجب هو حماية الفارين من الحرب والصراع في الشرق الأوسط وافريقيا واسيا.
ولتهدئة بعض المنتقدين في حزبها المحافظ خاصة في ولاية بافاريا التي يدخل معظم المهاجرين إلى ألمانيا منها قالت ميركل إنه سيتم ترحيل المهاجرين الذين لا يحتاجون للحماية إلى أوطانهم.
وتابعت "لكن الانغلاق على أنفسنا لن يحل المشكلة ببساطة." وأضافت أن أوروبا يجب أن تتصدى لجذور الأزمة بالعمل على تحقيق السلام في سوريا ومعاملة تركيا كشريك في أزمة اللاجئين.
وردت ميركل على ساسة بعض الدول الذين حذروا من أن أزمة اللاجئين كشفت النقاب عن مشاكل في منطقة شينجن الأوروبية التي تلغي تأشيرات السفر وقالت إن دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تعمل على تطوير اتفاقية شينجن بالموافقة على حصص المهاجرين.
وقال "إن توزيع اللاجئين وفقا للقوة الاقتصادية والظروف الأخرى... والاستعداد لآلية توزيع دائمة... سيحدد ما إذا كان بإمكان منطقة شينجن الصمود على المدى البعيد."