واشنطن، أول سبتمبر/أيلول (إفي): شنت القوات المسلحة الأمريكية هجمات جوية جديدة على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من سد الموصل ومدينة آمرلي شمالي العراق.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صدر الليلة الماضية أن الهجمات نفذت بواسطة "مقاتلات وطائرات هجومية"، وتم تدمير دبابة تابعة للجهاديين بالقرب من آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين، ومدرعة أيضا بمدينة الموصل.
وذكر البيان أن "جميع الطائرات غادرت المنطقة دون تعرضها لأي ضرر".
يشار إلى أن هذه الهجمات تنفذ وفقا لأمر صادر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل "حماية الطاقم والمنشآت الأمريكية ولدعم الجهود الإنسانية وتعزيز القوات العراقية التي تعمل وفقا لهذه الأهداف"، حسبما أورد البيان.
وقامت القوات الأمريكية أول أمس السبت، إلى جانب قصف مواقع الجهاديين بالقرب من سد الموصل، بالمشاركة في عملية إلقاء مساعدات إنسانية، خاصة الأغذية والمياه الصالحة للشرب والأدوية، في محيط آمرلي التي تبعد نحو 200 كلم عن شمال بغداد.
وتستهدف هذه المهام التي شاركت فيها طائرات أسترالية وفرنسية وبريطانية مساعدة سكان آمرلي البالغ عددهم 15 ألفا والمحاصرين منذ نحو شهرين بواسطة جهاديي الدولة الإسلامية.
ونفذت هذه المهمة، التي جاءت بناء على طلب من السلطات العراقية، بالتزامن مع قصف القوات الأمريكية لمواقع الدولة الإسلامية من أجل حماية الأعمال الإنسانية.
وأشارت مصادر من الاستخبارات العسكرية في بغداد إلى أن القوات العراقية والكردية تمكنت أمس الأحد من تحرير آمرلي، ذات الأغلبية الشيعية، من الحصار المفروض عليها من قبل الجهاديين.
ومنذ الثامن من أغسطس/آب الماضي، شنت القوات الأمريكية إجمالي 120 هجوما جويا في العراق في إطار العملية التي صرح بها أوباما لمساعدة القوات الكردية والعراقية في الدفاع عن أراضيها حيال تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
وذكرت القيادة المركزية أنه قد تم شن 80 هجوما من أجل استعادة سد الموصل والدفاع عنه، و23 آخرا وقع حول مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذاتي الحكم، و13 في جبل سنجار شمالي البلد العربي، وأربعة مطلع هذا الأسبوع في محيط آمرلي.
وتعد العراق في الوقت الراهن مسرحا للعمليات القتالية ذات الصبغة الطائفية، نظرا للعملية الهجومية التي يشنها مقاتلون تابعون للسنة ويترأسهم تنظيم الدولة الإسلامية.
وتمكن التنظيم الجهادي من إحداث انتصارات سريعة وقام في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي بإعلان "خلافة إسلامية" في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وتبحث الإدارة الأمريكية في الوقت الراهت احتمالية مهاجمة مواقعه في الأراضي السورية بهدف عرقلة تقدمه بشكل أكثر فعالية، إلا أنها تشدد على أن حل المشكلة يأتي عبر استراتيجية ذات بعد إقليمي لمواجهة الجماعات الأكثر تطرفا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الحملة سوف تكلفه في المتوسط نحو 7.5 ملايين دولار يوميا.
ومن المتوقع أن يناقش أوباما سبل مواجهة تقدم جهاديي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وأن يبحث عن دعم لاستراتيجيته بين شركائه في حلف شمال الأطلسي خلال القمة التي تعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين في مدينة ويلز البريطانية. (إفي)