من لوك بيكر
القدس (رويترز) - من المتوقع أن يفوز تيار يسار الوسط المعارض بالانتخابات التي تجرى في إسرائيل الأسبوع المقبل إذ تقدم بفارق واضح في استطلاعات الرأي الأخيرة على حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات التي تجرى في 17 مارس.
وأظهرت استطلاعات الرأي في صحيفتين كبيرتين أن حزب الاتحاد الصهيوني سيضمن 25 أو 26 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا مقابل 21 أو 22 مقعدا لحزب ليكود. وكانت كل الاستطلاعات على مدار الأيام الثلاثة الماضية تشير إلى نفس هامش التقدم.
ولم يحدث أن فاز حزب بأغلبية المقاعد في تاريخ إسرائيل الممتد 67 عاما مما يجعل بناء ائتلاف مسألة حاسمة في تشكيل الحكومة.
ولأن هناك أحزابا أكثر في اليمين واليمين المتطرف على الساحة السياسية فمن المتوقع أن يكون نتنياهو قادرا على تشكيل ائتلاف بسهولة أكثر من يسار الوسط حتى لو خسر الانتخابات بفارق ضئيل.
لكن هناك أنباء إيجابية للاتحاد الصهيوني في هذا الصدد أيضا إذ أظهر استطلاع رأي لعرب إسرائيل أن الأغلبية الساحقة ستصوت لصالح حزبهم العربي الموحد لينضموا إلى حكومة ائتلاف يسار الوسط.
وأظهر الاستطلاع أن 71 بالمئة يعتقدون أن القائمة العربية الموحدة التي تضم أربعة أحزاب عربية تعزز نفوذهم الانتخابي وينبغي أن تتحالف مع الاتحاد الصهيوني بينما قال 16 بالمئة إن القائمة ينبغي أن تدعم الائتلاف من الخارج.
ومع توقع فوز القائمة العربية الموحدة بنحو 13 إلى 15 مقعدا باتت القائمة تلعب دورا هاما في الانتخابات وقد ينتهي بها المطاف إلى ان تصبح ثالث أكبر كتلة في البرلمان لتعطي صوتا قويا للأقلية العربية التي تمثل 20 بالمئة من سكان إسرائيل.
وإذا فاز الاتحاد الصهيوني الذي يقوده زعيم حزب العمل اسحق هرتزوج ووزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني فمن المتوقع أن يتحالف مع حزب ميرتس المنتمي لأقصى اليسار (5 أو 6 مقاعد) وحزب يش عتيد (هناك مستقبل) العلماني (13 مقعدا).
وعلاوة على القائمة العربية أيضا سيحتاج الاتحاد الصهيوني دعم حزب واحد آخر فقط لديه خمسة أو ستة مقاعد ليتخطى عتبة 61 مقعدا ويتسنى له تشكيل الائتلاف.
وفي حين أن تلك الحسابات ممكنة فإن الأمر لا يزال يمثل تحديا. وعملية تشكيل الائتلاف في إسرائيل لعبة فوضوية ومعقدة ويمكن أن تظهر مفاجآت في اللحظة الأخيرة.
* معركة ما بعد الانتخابات
عندما دعا نتنياهو إلى هذه الانتخابات في ديسمبر كانون الأول بدا في موقف المتصدر الذي يستعد لولاية رابعة. لكن الأشهر الثلاثة الماضية كشفت نقاط ضعفه بعد تسع سنوات في السلطة على ثلاث فترات.
وفشلت حملته الانتخابية التي ركزت على القضايا الأمنية وعلى التهديد من برنامج إيران النووي في اجتذاب الناخبين الذين يقولون باستمرار أن القضايا الاقتصادية بما في ذلك ارتفاع أسعار المساكن وتكاليف المعيشة تمثل مخاوفهم الرئيسية.
ويبدو أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس في الثالث من مارس آذار كان نقطة تحول. وبدلا من أن يعطيه دفعة انتخابية تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي بعد وقت قليل من الخطاب.
وفي حملة انتخابية نادرا ما يشار فيها الى الصراع مع الفلسطينيين هناك دلائل على أن الناخبين ضاقوا ذرعا على نحو متزايد من أسلوب قيادة نتنياهو المشحون. وأظهر استطلاع نشر يوم الجمعة أن 72 في المئة من الإسرائيليين يقولون إن هناك حاجة إلى التغيير.
وفي اليومين الماضيين تحدث نتنياهو أكثر عن القضايا الاقتصادية وطرح أفكاره لتخفيض أسعار المساكن لكن ذلك قد يكون قليلا جدا ومتأخرا أيضا. وقال في وقت سابق هذا الأسبوع إن هناك "خطرا حقيقيا" من خسارته الانتخابات وأخذ خطا مماثلا في مقابلة يوم الجمعة وحث أنصاره على التصويت.
وقال لمحطة إذاعية محلية وقد بدا انه أصيب بنزلة برد "لا تمكثوا في المنزل ولا تضيعوا اصواتكم."
وأضاف "لن أنتخب ما لم تسد الفجوة وهناك خطر حقيقي أن تشكل تسيبي وبوجي الحكومة المقبلة" مستخدما اسم التدليل لهرتزوج.