🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المهربون والأكراد يعاونون اليزيديين على الفرار من العراق لتركيا

تم النشر 27/08/2014, 11:51
© Reuters المهربون والأكراد يعاونون اليزيديين على الفرار من العراق لتركيا

من حميرة باموق

سيلوبي (تركيا) (رويترز) - أمسك الخوف بتلابيب سورة المرأة اليزيدية ذات الستة والخمسين عاما خشية أن تقع في أيدي الجنود الاتراك وهي تتقدم تحت جنح الظلام مع أولادها وأحفادها عبر المنطقة الحدودية الجبلية في شمال العراق فرارا من هجوم المتشددين الاسلاميين.

كانت المرأة وأسرتها من بين عشرات الالاف من اليزيديين الذين نزحوا أمام تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق. وقد دفعت هي والأسرة 500 دولار لرجل عراقي له أقارب في تركيا قال إن بوسعه تسهيل عبورهم الحدود إلى الأمان دون جوازات سفر أو تأشيرات.

وقالت سورة وهي تحتمي من الشمس تحت خيمة مؤقتة في مخيم للاجئين بمدينة سيلوبي التركية على مسافة مرمى حجر من الحدود "لو كانوا أمسكوا بنا وحاولوا إعادتنا للعراق لقتلت نفسي."

وأضافت "العراق انتهى بالنسبة لنا. العودة مستحيلة."

وفر اليزيديون من أمثال سورة الذين يعتنقون ديانة قديمة ترجع أصولها إلى الزرادشتية من موطنهم في جبال سنجار مع استيلاء المقاتلين الاسلاميين على بلداتهم وإعدام عدد كبير منهم الشهر الماضي. ويعتبر المتشددون اليزيديين من عبدة الشيطان.

وتدفق الالاف على مدن حدودية عراقية مثل زاخو ودهوك وأقاموا في أفنية المدارس وساحات الكنائس والمباني المهجورة وغير المكتملة على ما تيسر لهم من طعام ومياه لا يذكر في درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية.

ويقول مسؤولو البلدية المحليون الذين يديرون مخيما في سيلوبي إن 1500 شخص يعيشون في المخيم. ويجري العمل على انشاء مخيم جديد يسع 5000 شخص لاستيعاب القادمين الجدد.

ويقول المسؤولون عن المخيم إن 100 شخص على الأقل يصلون من العراق كل يوم مثل سورة ويتولى بعض السكان المحليين تهريبهم عبر الحدود لقاء مبالغ قد تصل إلى ألف دولار للاسرة الواحدة.

وقال سائق سيارة فان كردي اسمه كودي "قد يبدو هذا لك عملا لقاء أجر لكنه في الواقع عمل خيري." وأضاف أنه يقوم بنقل اليزيديين من العراق بانتظام.

وأضاف "ليس لديهم تأشيرة أو جواز سفر. ويعيشون في ظروف بشعة في العراق. فهل يجب علي أن أتجاهلهم." وامتنع عن ذكر اسمه بالكامل نظرا لأنه يخالف القانون.

وقد أكدت تركيا التي تأوي الان ما يربو على مليون لاجيء من الحرب في سوريا أنها ستحافظ على "سياسة الباب المفتوح" للفارين من العنف رغم أن مسؤولي الجمارك في معبر خابور الحدودي الرئيسي مع العراق لا يسمحون سوى بمرور من يحملون جوازات سفر.

* دور المتشددين الأكراد

وينتمي اليزيديون من الناحية العرقية للأقلية الكردية في العراق وقد عبر بعضهم الحدود إلى تركيا في حماية حزب العمال الكردستاني الذي خاض حربا مع الدولة التركية على مدى 30 عاما تقريبا وتعتبره أنقره والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي جماعة ارهابية.

وهب مقاتلو حزب العمال لمساعدة قوات البشمركة الكردية لصد تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية ولعبوا دورا حاسما في الحد من اجتياحهم لشمال العراق.

وقال ميرزا (22 عاما) اللاجيء اليزيدي الذي وصل إلى تركيا في حماية حزب العمال ويعيش الآن في مخيم سيلوبي الذي يديره مسؤولون محليون من حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد "الحمد لله على حزب العمال".

وأضاف "نقلونا عبر الحدود وأنقذونا من داعش" مستخدما الاسم الذي أطلق اختصارا على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام قبل أن يتغير اسمه إلى الدولة الاسلامية.

وعندما انسحب البشمركة وتركوا مدن اليزيديين بلا دفاعات أمام مقاتلي الدولة الاسلامية المتقدمين قال لاجئون أن حزب العمال ووحدات الدفاع الشعبي التابعة له هي التي هبت لنجدتهم.

وقال فواز (22 عاما) اللاجيء اليزيدي وهو جالس في خيمة ذات أرضية متربة في زاخو على الجانب العراقي من الحدود "لولا حزب العمال لما كنت هنا. ولست أنا وحدي فلولا أنهم أنقذونا لما كان عشرات بل مئات منا على قيد الحياة."

وحكى كيف أنه اختبأ تحت جثث لأكثر من ساعة خلال هجوم للدولة الاسلامية قبل وصول مقاتلي حزب العمال ووحدات الدفاع الشعبي.

* مخيمات اللاجئين

فقد فواز كل أفراد عائلته المباشرة في أحداث العنف. وأصبح ينام ويأكل على سجادة مهترئة في مخيم يديره رجل أعمال كردي. ويأمل فواز أن يصل إلى تركيا التي سمع أن أحوال اللاجئين فيها أفضل كثيرا.

وهو على حق في ذلك.

ففي مخيم سيلوبي يتوفر الغذاء والماء وبعض مساكنه مبان خرسانية من طابقين تحمي اللاجئين من قيظ الصيف.

ويقول سكان محليون إن أعضاء في حزب العمال مسؤولون عن أمن المخيم إلى جانب تأمين تزويده بالمرافق الاساسية مثل المياه. ورفض المسؤولون في المخيم إجراء مقابلات معهم.

وتقوم السلطات المحلية ببناء مخيم آخر في موقع قريب يسع 5000 شخص ويتوقعون أن يكون جاهزا لاستقبال اللاجئين خلال الايام القليلة المقبلة.

وقالت المهندسة سيدة أوربر التي تعمل بالبلدية "سننقل الاف الناس من أولودير إلى هنا" مشيرة إلى بلدة حدودية ذات أغلبية كردية عبر منها عدد كبير من اليزيديين.

وفي مدينة مديات التي تعيش فيها أغلبية مسيحية على مسافة 120 كيلومترا إلى الغرب والتي لجأ إليها عدد كبير من السوريين تأوي وكالة إدارة الازمات التركية (أفاد) نحو 1500 يزيدي في أحد مخيماتها.

وتعمل الوكالة أيضا في شمال العراق على إنشاء مخيمين منفصلين لليزيديين والتركمان ثالث أكبر الجماعات العرقية في العراق بعد العرب والأكراد والذين تربطهم صلات ثقافية ولغوية بتركيا.

© Reuters. المهربون والأكراد يعاونون اليزيديين على الفرار من العراق لتركيا

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.