قد يرى المتداولون الارتفاع القوي الذي حدث في سعر الذهب بعد إعلان الفيدرالي الأمريكي قراره في الحفاظ على سعر الفائدة عند مستوى ما دون 0.25%، والارتفاع الكبير الذي حصل في سعر الذهب دفعه نحو الأعلى عند 1133.30 والذي ما زال يتداول عنده، مقارنة في الأدنى الذي تحقق هذا اليوم عند سعر 1115.28.
لكن بالنظر إلى سعر النفط، فنجده وقد تذبذب بشكل حاد، ورغم ارتفاعه لتحقيق الأعلى عند سعر 47.69 بعد إعلان القرار من الفيدرالي الأمريكي، إلا أن السعر عاد للانخفاض نحو مستويات 46.80 تقريباً.
أشار الفيدرالي الأمريكي إلى قلقه تجاه انخفاض مستويات التضخم، وفي نفس الوقت بدأ يظهر اهتمامه في حالة التباطؤ الاقتصادي وحالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية واحتمالات الضعف في الاقتصاد الدولي. أشار صدوق النقد الدولي وكذلك العديد من الجهات العالمية بأنها تتوقع نمو لا يتعدّى 3.0% في الاقتصاد الدولي لهذه السنة 2015، وهذا المستوى يعتبر دلالة على توقّف النمو في الاقتصاد الدولي، لان نقطة الصفر في النمو هي 3.0% بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي العالمي.
من هنا، لاحظنا بأن الفيدرالي الأمريكي انضم للجهات القلقة من النمو في الاقتصاد الدولي، وهذا ما جعل الموجة الصاعدة للنفط محدودة في ظل استمرار توقعات انخفاض الطلب العالمي على النفط.
لكن بالنسبة للذهب، فقد شهد طلباً لتغطية مخاطر انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، وهذا ما سبب موجة صاعدة فيه. لكن في الحقيقة، الموجة الصاعدة تعتبر ضعيفة نسبياً، وذلك لأن استخدام الذهب لتغطية مخاطر التضخم غير موجودة وكذلك استخدام الذهب لتغطية مخاطر انخفاض نمو الاقتصاد الدولي أصبح اقل في ظل انخفاض أسعار السلع، ومنه نرى بأن الارتفاع الذي حصل في سعر الذهب مجرّد تغطية لمخاطر انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي.